عثمان تزغارت
على هامش المؤتمر الصحافي السنوي، الذي أُعلنت خلاله الأفلام التي ستدخل الباقة الرسمية للدورة الحاليّة من «مهرجان كان»، التقينا برئيس المهرجان، جيل جاكوب. سألناه، بداية، عن انطباعه الشخصي عن برنامج هذا العام، فقال: «يجب الاعتراف بأنني لم أشاهد كل الأفلام. لذا، فانطباعي الأول هو الفضول لرؤيتها. لكنني أستطيع القول إنه من مجرد قراءة لائحة الأفلام المشاركة في هذه الدورة، يتضح لأي متتبع أن هناك حضوراً أفريقياً افتقدناه منذ فترة طويلة. وهذا ما يسعدني كثيراً. هناك أيضاً حضور مثير لدول أخرى، مثل أوكرانيا وكوريا وغيرهما. ذلك، بالطبع، إلى جانب الدول التي جرت العادة أن تمثّل الروافد الأساسية للمهرجان، ما يخوّلني القول بأن انطباعي الأوّلي عن هذه الدورة إيجابي للغاية. وأضيف أنه في ظل الأزمة المالية التي أصابت العالم ولا تزال تبعاتها مستمرة حتى اليوم، فإن اللجان الفنية للمهرجان حققت إنجازاً كبيراً من خلال هذه التشكيلة التي تتّسم بالكثير من الثراء والتنوّع والتغيير».
وعن رأيه في العودة القوية التي تسجلها «سينما الجنوب» في الدورة، 63 من «مهرجان كان»، يقول جيل جاكوب: «أنا سعيد جداً بعودة سينما الجنوب إلى الحضور في «مهرجان كان». إلى جانب الإيراني عباس كياروستامي والجزائري رشيد بوشارب، وهما من الأسماء المكرسة. هناك أيضاً فيلم تشادي لمحمد صالح هارون في المسابقة الرسمية، وآخر جنوب ـــــ أفريقي في تظاهرة «نظرة ما». وأعتقد أنهما سيكونان ضمن المفاجآت السارة لهذه الدورة...».
لكن قبل مواصلة التفاؤل، سرعان ما يستدرك جيل جاكوب قائلاً: «أتمنى ألا يكون هذا الحضور طفرةً عارضةً سرعان ما تختفي، بل أن يكون هناك على الدوام حضور جنوبي منتظم ومستمر. وذلك لا يتوقف على رغبة إدارة المهرجان، بل إنّ المقياس يكمن في قدرة سينمائيي دول الجنوب على أن يرتقوا إلى مستوى مهرجان مثل «كان». من دون ذلك، لا يمكن أن نساعدهم على الحضور، على الرغم من أننا في كل مرة نكون سعداء للغاية بوجودهم بيننا».
ويختم جاكوب قائلاً: «على السلطات في دول الجنوب أن توفّر للسينمائيين الموارد المالية اللازمة لتحقيق أفلام جميلة، إذ إنّ السينما ليست فناً فقط، بل هي أيضاً صناعة ذات كلفة عالية جداً. ومن دون التمويل الإنتاجي الكافي، من الصعب صناعة أفلام قادرة على تحقيق الحضور في مهرجان بمكانة كان».