بعد حملته الشرسة على الرئيس الأميركي، ها هو الإعلام اليميني في أميركا يهاجم اللعبة الأكثر شعبية في العالم. والسبب أنّها تعود إلى الهنود الحمر!
صباح أيوب
إعلاميّو اليمين الأميركي خرجوا عن طورهم! إذ تخطّت حملتهم ضدّ باراك أوباما، جنون حملات جورج بوش الابن ضد «الإسلام الإرهابي». وحالياً، يبدو أن هذا الإعلام يكتفي بصحافة تتوسّل العنصرية، والتمييز الطبقي والديني والعرقي في مقاربة الأحداث والتعليق عليها. وهو الأمر الذي أفرز إعلاماً يمينياً أبيض يعتمد على كليشيهات أرجعت المجتمع الأميركي إلى أزمنة الحرب الأهلية وما سبقها.
مَن يتابع محطة «فوكس نيوز» مثلاً ــــ وهي المحطة الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة ــــ فسيفاجأ بهذا الكمّ من الدعاية التي يحوكها اليمين الأميركي المتطرف ضد أوباما وما يمثّله. حملات إعلامية مستمرة ضد خططه السياسية والاجتماعية والمعيشية الداخلية، والسياسة الخارجية، والأمن، وشؤون البيت الأبيض، وضد عائلته وكل ما ومن قد يدور في فلك «الرئيس الأسود ذي الأصول المسلمة». لكن الهجوم النقدي لم يعد يقتصر على السياسة الرئاسية فحسب، بل تخطاه إلى نوع من «الهوس» بمعاداة كل ما ليس أميركياً يمينياً «أصيلاً».
صحافة تتوسّل العنصرية والتمييز الطبقي والديني والعرقي في مقاربة الأحداث
جديد «فوكس» هذه الأيام هجوم على... «المونديال»! في غمرة انشغال العالم بمباريات كرة القدم، أعلن غلان بيك أحد المعلّقين من صقور اليمين في المحطة خلال برنامجه أن الأميركيين «لا يريدون المونديال، ولا يحبّونه، ولا يحبّون كرة القدم، ولا يرغبون بأي أمر يتعلق بها». لكن لماذا؟ يوضح المعلّق: «المونديال يشبه سياسات أوباما... الكل يحبّها لكن ليس نحن... نحن لا نريد أياً منهما»! وفي تلميحه إلى سياسات أوباما يقول: «لن نكترث لحملاتكم الإعلانية، وكيف تسوّقون له، وكيف تتناولونه في الإعلام وكمية النجوم التي تحضرونها من أجله... نحن لا نحبّه». وفي ما يتخطّى تلميحه لأوباما، قال بيك إن «كرة القدم هي لعبة للفاشلين»، وإن «أوروبا أحضرت للعالم الكثير من الظواهر مثل الاشتراكية والحربين العالميتين لكنّ كرة القدم... لا شكراً».
وقد سخرت بعض الصحف الأميركية من أقوال بيك التلفزيونية تلك وبيّنت أنّ ملايين الأميركيين «يحبّون فعلاً كرة القدم، ويشاهدونها على قنواتهم ويتابعون كأس العالم» حسب استطلاعات الرأي الأميركية. ثم، لم يتنبّه بيك ربما إلى أنّ قناة روبرت موردوخ التي يطلّ منها كل ليلة تملك محطة خاصة بكرة القدم تبثّ المباريات وأخبار الملاعب في أميركا والعالم، وقد أعادت تغيير حلّتها على الشاشة والموقع الإلكتروني لمناسبة «مونديال 2010».
تعليقات بيك لاقت صدى عند زميله في التطرّف المذيع غوردون ليدي على قناة «راديو أميركا» الإذاعية. ليدي، عبّر عن الكره للعبة كرة القدم ولمباريات كأس العالم لكنّه ذهب أعمق هذه المرّة ورجع إلى تاريخ البشرية والحضارت وقال: «هذه اللعبة يعود أصلها إلى هنود أميركا الجنوبية الذين كانوا يركلون جماجم أعدائهم بأقدامهم بدل الكرة». ليدي التقى مع زميله بيك أيضاً بتفضيل لعبة «كرة القدم الأميركية» على كرة القدم العالمية، مع اختلاف وحيد بينهما أنّ بيك اعتبر أن كرة القدم جاءت من أوروبا، وليدي قال إنها تعود إلى هنود أميركا الجنوبية. يُذكر أن عدد مشاهدي برنامج غلان بيك اليومي (عند الخامسة مساءً) يصل إلى ثلاثة ملايين في أميركا.