حسين بن حمزةالمعرض أشبه بترجمة شبه حرفية لهذه العناوين. اللوحة وسيلة إيضاح لموضوعها. إنها مساوية لعنوانها لا أكثر ولا أقل. كأننا نشاهد رسماً وظيفياً يذهب إلى المعنى المطلوب من دون أي تلكؤ. اللوحة مؤلفة من موضوعها، أما الباقي فلا يتجاوز حدود الزخرفة البسيطة والتزيين العادي. الزخرفة تساهم في بث مناخات شرقية طاغية. إنها البطلة المطلقة في هذه الممارسة التشكيليلة المكتفية بالموضوع. ثمة نوستالجيا واضحة في اللعب على مفردة الوطن والبيت وتقاليد المكان الأول، كما هي الحال في لوحة Circle Home المنجزة بتكرار كلمة «بيت» المكتوبة بالحبر بشكل دائري، وكذلك لوحة Map of home التي تصوِّر امرأة داخل خريطة لبنان. على أي حال، اللوحات كلها تحتوي قدراً من هذه النوستالجيا التي تتحول إلى هوية أو نبرة للرسامة المنقسمة بين عالمين. المشكلة أن هذه النبرة مجلوبة من نبرات وهويات مختلفة. الحنين المزخرف هنا لا يمتلك أيّ خصوصية أو فرادة تشكيلية. إنّنا أمام مادة أو فكرة عمومية ومتاحة في تجارب عديدة، لبنانية وغير لبنانية، سبق لنا أن رأيناها. طبعاً ليس هناك عيب في استثمار مادة مستثمرة من قبل.
لكن هيلين زغيب تكتفي بقشور الزخرفة العربية الشرقية ولا تحقّق فيها بصمة خاصة. بالمقابل، هناك مكتسبات ممكنة من استثمار الزخرفة والحنين والتقاليد المحلية. فهي تلبي مزاج الرسامة أولاً، وتغازل ذوق المقتني البسيط الباحث عن لوحة لطيفة وواضحة المعالم. الأرجح أن فكرة تسويق اللوحة لدى المقتني الأجنبي (أو المغترِب اللبناني) حاضرة هنا أيضاً. لِمَ لا؟ الرسامة مقيمة في عالمين، ومن الطبيعي أن تخاطب الجمهور هنا... وهناك.

حتّى 12 حزيران (يونيو) ــــ غاليري «أجيال» (الحمرا/ بيروت). للاستعلام: 01/345213