وسام كنعان
ما نشاهده من مسلسلات سورية لدى عرضها على الشاشة، ليس سوى واجهة هذه الدراما التي تشوب صناعتها في الكواليس إشكالات عدّة، أولها غياب أي تقاليد تحكم المهنة. نجوم الدراما ودّعوا موسمهم الماضي مع حفلة «أدونيا» التي تحوّل جزء منها إلى حفلة لتبادل الشتائم بين ممثلين من نجوم الصف الأول! بينما كان مفاجئاً ما سمعناه عن زوابع غبار تثيرها المعارك الناشبة في مواقع تصوير المسلسلات التاريخية بالتزامن مع بدء دوران كاميرات المخرجين لتصوير أعمال الموسم.
أولى الشرارات «اندلعت» في «رايات الحق» الذي شهدت كواليسه معركةً دامية بين فريق الخيالة والكومبارس، ما أدى إلى إصابة الشيف ومساعده من دون إصابات تذكر بين صفوف نجومه! حتى أنّ السلطات المعنية تدخلت لفض الاشتباك بناءً على بلاغ من الشركة المنتجة. أما آخر الأحداث المشابهة لمعركة الخيالة والكومبارس، فقد وقعت في مسلسل تاريخي أيضاً سجّل رقماً قياسياً في عدد الأخبار التي نشرت عنه. بعضها كان شائعات، وبعضها الآخر أصاب حقيقة ما يجري في كواليسه. ومن الأخبار الأكيدة أنّ فريق الكومبارس جسّد مع عمّال البوفيه وهم من أبناء المنطقة التي يجري التصوير فيها، حالة عصيان جماعي، نتيجة تعرّض أحدهم لشتيمة من أحد أفراد الكاست الفني. ما جعل فريق العمل ينهي يوم التصوير على عجل من دون التفكير في العودة إلى الموقع ذاته نهائياً.
رغم كل ما يحدث، فإن شركات الإنتاج السورية تصر على المضي قدماً في سياسة ضغط النفقات حتى من خلال تقليل أجور الكومبارس ما أمكن. وسيظل الظرف مناسباً، ما دامت هذه الشركات تتعامل مع العاطلين من العمل في المناطق التي تصوّر فيها، على اعتبار أنّ القليل يرضيهم، لكن النتائج تأتي عكسية!
من جانب آخر ، وبالمرور على «بقعة ضوء» الذي سخر مرةً في إحدى لوحاته من معارك الكومبارس في مواقع تصوير الأعمال التاريخية، نرى أنّ المسلسل لا يزال يعاني أزمة كتاب، ويبحث عن مخرج ينقذ الجمهور من اجتهادات الممثل أيمن رضا في كتابة اللوحات! بينما شهد مسلسل «صبايا» خلافات خلال مرحلة كتابة السيناريو الذي تولت كتابة الجزء الثاني منه رانيا بيطار ونور الشيشكلي، بإشراف مازن طه. لكن سرعان ما دب الخلاف في ورشة السيناريو الجديدة فانسحبت بيطار، وأكملت النصّ نور الشيشكلي مع زوجها مازن طه. وقد اختار مخرج العمل فراس دهني الساحل السوري موقعاً لآخر أيام تصويره لتكون بمثابة إجازة للصبايا. ورغم أن الممثلة قمر خلف حلت في الجزء الثاني بدلاً من نسرين طافش، لكن هذه الأخيرة شعرت بالحنين، فعادت لتجسد بضعة مشاهد تعرض في حلقة النهاية، من دون أن توضح حتى الآن مبررات تلك العودة الميمونة!
بعد تلك الأحداث، تصل المسلسلات السورية إلى وقت حرج اقترب فيه شهر العرض، لكن ما زال عدد كبير منها يجاهد للحاق بالموسم، فيما يبدي بعض النجوم الشباب حالة استرخاء منقطعة النظير، وخصوصاً أولئك الذين بات لديهم مديرة أعمال تحمل عنهم جزءاً كبيراً من هموم المهنة. الممثلة السورية سلافة معمار مثلاً بالغت في اعتمادها على مديرة أعمالها، فتردّد أنّها استعانت بها لقراءة ما يردها من نصوص أدوار تُعرض عليها!
أما الممثلة لورا أبو أسعد، فقد تراجعت هذا العام عن دورها كممثلة لتتفرغ لمهنة الإنتاج، بعدما أنشأت مقراً خاصاً لشركتها «فردوس» في أحياء دمشق الراقية، إضافة إلى اتخاذها مديرة أعمال لكنها لم تمنحها سوى صلاحيات السكرتارية التنفيذية.
سلافة معمار استعانت بمديرة أعمال لقراءة الأدوار التي تُعرض عليها
«زعيم» الفن السوري
يستعد الممثل السوري وفيق الزعيم (الصورة) قريباً لطرح كتابه الأول في الأسواق بعدما قرر اجتياح الساحة الثقافية السورية من خلال كتاب سيحمل عنوان «طيب الكلام». العمل الذي يربو على 600 صفحة، سيحكي عن اللهجة الشامية، وإعادتها إلى الفصحى، ومعانيها الدسمة! وقد تابعنا جزءاً بسيطاً ويسيراً منها في مسلسل «باب الحارة». كما سيزود الزعيم قراءه بـ800 مثل شعبي من تأليفه الخاص، إضافة إلى المفردات التي قدّمها من خلال شخصية أبو حاتم في سلسلة «باب الحارة».