بشير صفيربعيداً من صخب المهرجانات، ينظم «مسرح مونو» البيروتي أمسية شرقية خاصة تحييها فرقة «مقام» (MAqam). أسّس الفرقة عازف الكمان ميّاس اليماني عام 2006 في النمسا التي هاجر إليها لإكمال دراسته الموسيقية التي بدأها في وطنه سوريا. ضمت الفرقة آنذاك موسيقيين من جنسيات مختلفة (تركيا، كرواتيا، صربيا، اليابان، النمسا...)، وقدمت حفلات في النمسا والبلدان المجاورة. في 2009، غيَّر اليماني تركيبة الفرقة بالكامل، وأبقى هدفها الموسيقي، أي تقديم الموسيقى العربية التراثية (وبعض المؤلفات الخاصة) برؤية وأبعاد جديدة، كما يعرِّف أسلوبها الفنّي. إلى اليماني (كمان، تأليف وإدارة فنية)، باتت «مقام» تضم سبعة أعضاء من سوريا ومصر ولبنان، يشارك منهم في الأمسية المرتقبة ماريا أرناؤوط (كمان)، وأسامة التسيني (تشيلو)، وباسم الجابر (كونترباص) وجورج أورو (إيقاعات). لا تسجيلات للفرقة بعد، غير أن مجموعة من المقطوعات متوافرة على موقع ميّاس اليماني على الإنترنت، تعطي فكرة مختصرة عن موسيقاها. تقدّم «مقام» أعمالاً من الثرات الآلاتي الشرقي، بعد إعادة توزيعها انطلاقاً من القواعد الغربية، ما يفرض عليها الابتعاد، الدائم تقريباً،

أعمال من الثرات الآلاتي الشرقي، بعد إعادة توزيعها وفقاً للقواعد الغربية
عن ربع الصوت. كذلك، لناحية الأداء والتلوين، يجري اللجوء إلى تقنيات معظمها خاص بالموسيقى الكلاسيكية الغربية والموسيقى الغجرية. ويختلف إعداد المقطوعات بين العادي جداً والمقبول، مع وجود بعض المساحات الناجحة من حيث التقابل والتوافق بين الآلات. غير أن الجو العام لمعظم الأعمال، مناسب أكثر إن وُظف في الأغنية العربية، إذ يفقد من وهجه في إطار التأليف الآلاتي الذي يفرض جهداً أكبر لناحية الأفكار الموسيقية. من جهة ثانية، نلاحظ أنّ أعمال الفرقة لا توحي بولادة مشروع تجديدي مثير للاهتمام، كما لا يمكن اعتبارها تقليدية.
لميّاس اليماني خبرة وتجربة كبيرتان في الموسيقى الغربية ثقافة وأداءً. كما له اهتمام بالتجارب المعاصرة، وهو عضو في فرقة موسيقى الحجرة التي تقدّم أعمالاً عربية جديدة (لمؤلفين سوريّين معاصرين خاصة). من هنا، يمكن توظيف كل هذه المعرفة للانطلاق بالفرقة نحو فضاءات أكثر جرأة. لأن البداية، وإن كانت مقبولة وتستحق الاهتمام، لا توحي بمستقبل ناجح إن استمرت في النهج ذاته.


8:30 مساء السبت 31 تموز (يوليو) ــ «مسرح مونو» (الأشرفية) ـ للاستعلام: 01/202422