«بيروت مغنطيس لا يقهر، قادر على جذبنا وإبعادنا في الوقت نفسه». هذا بعض ما نقرأه على صفحات «ليالٍ بيروتيّة» Nuits Beyrouthines الذي تطلقه دار «تاميراس» خلال «معرض الكتاب الفرنكوفوني». الكتاب خلاصة جهد جماعي لستة وعشرين مؤلفاً، بين شعراء، ومدوّنين، ومصمّمي غرافيك، ورسامين، ومصوّرين، ومخرجين لبنانيين. قبل عام، استجاب هؤلاء لدعوة «تاميراس» إلى المشاركة في مسابقة لكتابة نصوص حسّية بطلتها العاصمة اللبنانية.جمعت الدار زبدة المساهمات، فخرجت بمجلّد يضمّ تواقيع مجموعة مؤلفين من بينهم رسام الكاريكاتور مازن كرباج، والشاعر أنطوان بولاد، والمخرج كلود الخال، والمصور الفوتوغرافي وفنان الفيديو نديم أصفر، والمصورون الفوتوغرافيون جو كسرواني، ورشا كحيل، ومصممة الغرافيك والمدونة مايا زنقول، والسينمائي مارك أبي راشد وآخرون... قصص قصيرة، صور ورسوم، تروي بالفرنسيّة والإنكليزيّة مدينة واحدة، قرّرت فجأة أن تخلع حجابها. كلود الخال مثلاً، يكتب عن ليل طويل لا ينتهي، يكاد يتحوّل إلى رمال متحركة، فيما يقصّ أنطوان بولاد مغامرات سائق تاكسي اسمه كاتب.
مخلوقات ليلية، وهمسات العشاق بين الزوايا والحانات، تنتظرنا مع القليل من الفكاهة، والكثير من الحميميّة. تجربة تحسب لـ«تاميراس» التي اقتصر أغلب إنتاجها منذ تأسيسها عام 2003 على أعمال خفيفة المضمون، أنيقة المظهر... باستثناء مبادرتها العام الماضي إلى إصدار كتابَي «الست ماري روز»، و«في قلب قلب وطن آخر» للشاعرة إتيل عدنان.