حالما أعلن عمرو دياب تقاضيه مبلغاً خيالياً للظهور في أحد المسلسلات، أصدر «نجم الجيل» بياناً أكّد أنّه سيحصل على مبلغ أكبر تخطّى... الخيال

محمد عبد الرحمن
قبل أيام قليلة، نشرت الصحافة أخباراً مفادها أن أحد المنتجين عرض على عمرو دياب 35 مليون جنيه (6 ملايين دولار تقريباً) للظهور في مسلسل يُفترض أن يعرض في رمضان المقبل. طبعاً، شكّك الجميع في صحة الرقم. لكن ما شفع لدياب أنّه لم يعلن هذا الرقم بنفسه، بل خرج إلى الإعلام بطريقة «غامضة». وهو ما كان متوقعاً، إذ إن النجوم في مصر نادراً ما يصرّحون بأجورهم.
وكما جرت العادة، خرج تامر حسني ليؤكد أنه سيكون أغلى أجراً من دياب، غريمه الأول. وهو أمر طبيعي، ففي كل مرة يخرج فيها دياب ليعلن فوزه بجائزة أو تخطيطه لحفلة كبيرة أو نيته تقديم عمل درامي، يسارع حسني إلى التأكيد أنّه يسير في الطريق نفسه!
لكن هذه المرة لم يكتف «نجم الجيل» بالقول إنّه صاحب الأجر الأعلى، بل حدّد المبلغ المعروض عليه وهو... 80 مليون جنيه (15مليون دولار تقريباً)! مصدر الخبر كان رحاب محسن، التي تتولى منذ أشهر إرسال هذه النوعية من الأخبار المليئة بالمبالغات عن تامر حسني.
وبدا واضحاً منذ البداية أن حسني أراد فقط من هذه الشائعة التأكيد أنه الأول في الساحتَين الغنائية والتمثيلية، وبالتالي هو نجم الأجيال لا الجيل الحالي فقط كما
يتوهم.
لكن ما لم يدركه تامر حسني أنّه بمجرّد نشر هذا الخبر، فتح النار على نفسه عبر جبهتَين: الأولى تعاملت مع الرقم الزائف باعتباره حقيقياً، فانطلقت التساؤلات عن سبب حصول مغنٍّ تهرّب من الخدمة الوطنية على هذه الملايين في عمل فني. أمّا الجبهة الثانية، فأدرك أصحابها سريعاً عدم صحة هذا الرقم، وخلّوه من المنطق لأنه لا يوجد فنان عربي يستحق هذا الأجر، ولا يوجد منتج يمكن أن يدفع هذه الملايين ـــــ إذا كانت معه أصلاً ـــــ لتمويل مسلسل تلفزيوني لن تتمكّن عائداته بأي شكل من تعويض مصاريف العمل.
وكالعادة، عندما تنقلب الشائعة ضده، يخرج تامر حسني لنفيها من الأساس. لكن المأزق هذه المرة أنّ مصدر الخبر كان المتحدثة الإعلامية باسمه. وهو على ما يبدو ما لم يزعج حسني، فاستعان بالمسؤولة عن منتداه الرسمي على الإنترنت هالة عمر لتكذّب الخبر، قائلةً إن ««نجم الجيل» لا يهتم بالأجر بل بالمضمون الفني المميز، وإنه لا يوجد مكتب إعلامي يتحدث باسمه».

نفى النجم المصري وجود مكتب إعلامي يتحدّث باسمه
هنا وجدت رحاب محسن نفسها في موقف حرج، فردّت بعنف على حسني، الذي اهتزت صورته بشدة، وأكدت أن كل الأخبار التي أرسلتها عن تامر حسني، بما فيها خبر الثمانين مليون جنيه، موثّقة برسائل قصيرة كان يرسلها إليها عبر المحمول من رقمه الخاص، ثم يتصل بها لإضافة المزيد من التفاصيل. كما طلبت شهادة حوالى 15 صحافياً سبق أن توسطت بينهم وبين تامر حسني لإجراء حوارات صحافية.
وكشفت محسن أنّ المغني المصري أرسل إليها عبر ناقدة معروفة رسالة يطلب منها بموجبها أن لا تغضب من تنكّره لها!
ولو تأمّل تامر حسني ما تنشره الصحف عن نشاطه الفني خلال العامَين الأخيرين تحديداً، فلن يجد ـــــ إلا في ما ندر ـــــ ما يشير إلى تقديمه أغاني ناجحة أو كلمات راقية أو أداءً تمثيلياً مميزاً. إذ إن معظم المساحات مخصصة لهجومه على عمرو دياب ومحمد منير، وإطلاق شائعات الزواج والحب من نجمات السينما ثم... نفيها. إلى جانب أخبار أخرى (غير صحيحة) عن استعداده لتقديم برنامج عن قصة حياته ومسلسل لا أحد يعرف اسمه.
لكن بغضّ النظر عن أخطاء تامر حسني، تقع المسؤولية الكبرى على عاتق الصحافيين الذين باتوا يتعاملون مع البيانات على اعتبارها قابلة للنشر مباشرةً على المواقع الإلكترونية. هكذا تعاطى كثيرون مع خبر الثمانين مليون جنيه باعتباره حقيقة، فيما احتفظ قسم قليل من الصحافيين بهامش نقدي، كشف عدم صحة البيان الصحافي. وبين خروج خبر عن تامر حسني ثم نشر آخر ينفيه، يبدو أنّ «نجم الجيل» بات بحاجة إلى تغيير لقبه ليصبح «نجم الشائعات».