بغداد ــ حسام السرايلم يأتِ افتتاح «مهرجان الجوار العراقي السينمائيّ الدولي الأوّل» في بغداد السبت الماضي، مغايراً في مضمونه لما اعتاده الجمهور العراقي. المهرجان الذي تنظّمه «دائرة السينما والمسرح» في وزارة الثقافة بالتعاون مع دائرة العلاقات الثقافية، ومنظمة «سينمائيون بلا حدود»، في قاعة «المسرح الوطني»، افتتحته «الفرقة القوميّة للفنون الشعبيّة». هنا أيضاً المشهد ذاته: لوحات راقصة بغداديّة، وكرديّة، وجنوبيّة، في إشارة مكرورة إلى التلاحم الوطني. الكلمات الرسميّة كان يمكن أن تمرّ بسلام، لولا اعتراض الجمهور على كلمة مدير العلاقات الثقافيّة في وزارة الثقافة عقيل المندلاوي. إذ قال «إنّ الأفلام التي أُنتجت قبل 2003، لم تمتلك حريّة التعبير». لعلّه عنى بكلامه هذا حقبة النظام السابق، لأنّ الكثير من الأفلام منذ «فتنة وحسن» لحيدر عمر (1953) ـــــ أوّل فيلم من إنتاج عراقيّ ـــــ عبّرت في حينها عن تطلّعات العراقيين.
افتتح المهرجان مع شريط «ابن بابل» لمحمد الدراجي، وستتواصل العروض حتى الأربعاء المقبل، وسط غياب تام للمشاركات العربيّة. وتضمّ المسابقة الرسميّة ثلاثة أفلام كرديّة هي «همس مع الرياح» لشهرام عليدي، و«زقاق الفزاعات» لحسن علي محمود، و«ضربة البداية» لشوكت أمين كوركي. المشاركة التركيّة تجسّدت في فيلمين هما «بعيد الاحتمال» لمحمد فاضل كوشكون و«الحرية المفقودة» لعمر هوزائكي. كما تشارك إيران مع فيلمين هما «عصر اليوم العاشر» لمجتبي راعي، و«مملكة سليمان» إخراج شهريار بحراني.

دول الخليج لم تشارك بحجّة عدم امتلاكها أفلاماً روائية

إعجاب الجمهور بفيلم الافتتاح «ابن بابل»، عاد ليجدّد السؤال عند من شاهد عروضه في سينما «سميراميس» البغدادية، عن كثرة الأخطاء اللغويّة التي رافقت الترجمة، وبدت غريبة عن اشتغالات محمد الدراجي. أسئلة كثيرة أخرى، كانت تدور في أذهان من حضروا العروض، وقد يكون أهمّها: لماذا لا تُصرف أموال المهرجان على تأسيس دور عرض جديدة؟ جميع العروض تُبث في صالات «المسرح الوطني» المرمّم حديثاً. وما سرّ الغياب العربيّ عن مهرجان «الجوار»، وسط طغيان الحضور التركي والإيراني؟
نستشفّ من أحاديث المنظّمين، أنّ الدول العربيّة لم تبادر إلى إرسال مشاركاتها. من جهته، يرى الناقد علي حمود الحسن أنّ التحفُّظ في الموقف العربيّ على كل ما يجري في العراق «ظهر واضحاً في مهرجان «الجوار» الحالي»، يقول. «عذر بعض دول الخليج مثلاً أنّها لا تملك حالياً أفلاماً روائيّة طويلة، وهذا غير مقنع تماماً، إذ كان هناك إمكان للمشاركة من خلال أفلام وثائقيّة أو روائيّة قصيرة، أو إرسال وفد ثقافيّ...»


حتى 8 ك1 (ديسمبر) الحالي ـــــ «المسرح الوطني» (بغداد).