المشهد الضبابي الذي رافق انطلاقة العام الجامعي في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية يستمر مع اقتراب أفول العام، لعدم تحديد آلية واضحة يُقوّم الطلاب على أساسها. الطلاب رفضوا أن يكونوا «فئران تجارب»، فأعلنوا مقاطعة الندوات البحثية الإلزامية، واعتصموا مطالبين باستبدال قرار إجراء امتحانات خطية أو شفوية بأوراق بحثية.الاعتصام استفزّ عميد المعهد د. إبراهيم محسن فدعا الطلاب إلى الاعتذار من الإدارة، بسبب لجوئهم إلى التصعيد عبر وسائل الإعلام!، على خلفية أنّ «مكتبي مفتوح للحوار المباشر مع الطلاب لحل المشاكل». ومن مفارقات العام الجامعي، أن ترافق «هجرة قسرية» ترحال أساتذة المعهد وطلابه من مركز المعهد الرئيسي في حرج تابت حيث القاعات لا تستوعب أعداد الدارسين، إلى كلية الزراعة في الدكوانة التي نُكبت بـ«سرقة كابلات الكهرباء» وحرم الطلاب من الإضاءة وأجهزة مكبرات الصوت، ما يضطرهم لتمديد ترحالهم قسراً إلى عمادة كلية الآداب في المحيط الجغرافي نفسه لمتابعة الندوات البحثية. وللندوات الإلزامية، بحسب المعتصمين، حصة من الهبوط الاضطراري المفاجئ في مطارات نزوح توقيتها وتأجيلها ساعتين أو أكثر من اليوم نفسه من دون إبلاغ الطلاب بذلك، ومراعاة ارتباطاتهم المهنية والاجتماعية. تجدر الإشاره إلى أنّ نظام الندوات، كما يقول الطلاب، يطبق في جامعات فرنسا، لكن الطالب يعطى حرية اختيار الندوات البحثية المرتبطة باختصاصه واهتماماته، ثم يطلب منه إجراء بحث متعلق بالندوات التي اختارها، ولا يواجه خيار الامتحان.
هنا يؤكدون أننا «لا نخاف أو نتهرب من الامتحانات بل نعتقد أنّها تقوض قدراتنا البحثية بمجموعة معلومات نفرغها على الأوراق من دون جهد بحثي، ما يمنع المصحح من تقويم إمكاناتنا».
ويخشى المعتصمون «أن تقع مصائرنا البحثية تحت مقصلة الوقت، الذي ربما يسقط علينا فجأة من الإدارة ونلزم بتقديم أبحاثنا المرجوة في وقت لا نكون قد استطعنا إنجاز ما هو مطلوب منا للسنة الاولى من الدكتوراه». في المقابل، يؤكد العميد محسن لـ«الأخبار» أنّه ملتزم مصلحة الطلاب العليا والحفاظ على المستوى الأكاديمي، «فبرامج الندوات عالمية وتطبق في أهم جامعات مثل كامبريدج والسوربون»، واعداً بأن يعمل جاهداً للخروج بصيغة تحقق المطالب، لا سيما أنّ «قرار استبدال الامتحانات بأوراق بحثية بدأ يتبلور وهناك احتمال أن يصار إلى إجراء امتحانات خطية في مادتي الاختصاص، تقابلها 3 أوراق بحثية في المواد العامة المشتركة».
4 تعليق
التعليقات
-
ما يجري في المعهد العالي هوما يجري في المعهد العالي هو مصيبة تستدعي التدخل الجراحي العاجل ، لا يمكن القبول بالوضع بعد الآن .
-
عميد = عقيد = قرارات قذافيةمش عارف عميد المعهد العالي شو قصتو ؟ يمكن الواحد بس يوصل لكرسي بينسى مين هوي ومين وين جايي !! حدا مهتم بللي عم يصير بطلاب الدكتوراه ؟ حدا مهتم بالتصفية للي عم يتعرضولا ؟ ولك فيق يا شعب ! فيق يا رأي عام !
-
برنامج الدكتوراهتعليقاً على ذكر السوربون، انا طالب في السوربون صحيح هناك حلقات بحثية يجب الخضوع لها، ولكنها تكون ضمن مخطط مساعدة الطالب لبناء أطروحته ولا يوجد في أي معهد عالي في الدكتوراه في كل جامعات فرنسا على حد معلوماتي امتحانات ولا حتى أبحات يقدمها حول هذه الحلقات، ولكن يقدم الطالب في نهاية العام تقريراً يسرد خلاله سير عمله خلال العام من تحصيل على مستوى الحلقات البحثية والمؤتمرات وكذلك على صعيد تقدمه في البحث. وذلك على الرغم من أن نظام الحلقات البحثية في فرنسا مختلف ومتكامل وليس مجرد محاضرة عابرة...
-
أشكركم على فتح هذا الملف ...أشكركم على فتح هذا الملف ... فهناك مجازر حقيقية سلاحها الغباء والجهل والحقد والطائفية والأنانية ترتكب بحق الطلاب في هذا المعهد الفاشل الذي أسست فعلا من دون تفكير فقط لمجرد التقليد إن مصير مئات الطلاب الجادين والطموحين هي بين أييكم في الإعلام لكشف ما يجري هناك خلف الكواليس ...وقد عشت أكثرها ورأيتها وسمعتها مباشرة