جولةٌ واحدة في الحارات والقرى التي يغلب عليها الطابع الإسلامي هي جلّ ما يحتاج إليه المرء ليلحظ كثرة الفتيات المحجّبات، بمختلف أشكالهنّ. فتاة بحجاب مموّض، وثانية حجابها يطابق الشريعة، وثالثة رداؤها ملاصق للجسد، ورابعة لباسها فضفاض، إلخ. يختلفن، وغطاء الرأس واحد.
ربى إ. (30 سنة) لا تتحمّل فكرة الحجاب المموّض، الذي يرافقه الجينز الضيّق أو عدّة المكياج، فهذا بحسب رأيها يقلل من احترام الحجاب الإسلامي. رأي معقول، لكن قد يبدو غريباً للبعض أن يسمعه على لسان فتاة قررت التخلص من الحجاب بعد سنوات من ارتدائه؟ ترفض ربى هذا المنطق، لأنها عندما كانت ترتدي الحجاب «كنت أحترم مستلزماته، رغم عدم اقتناعي به وعدم محبّتي له، لكنّني لم أشوّهه». اضطرت ربى إلى ارتداء حجابها منذ الصغر، لأن الجو الديني الغالب في العائلة والمحيط أوجب عليها ذلك. تلفت إلى أن ذلك لم يحصل رغماً عنها «بالعكس، كنت أرغب في ارتدائه. ففي سن التاسعة، تعتقد الفتاة أن وضع الحجاب يعني أنها نضجت وأصبحت راشدة». مرت 15 سنة، وربى تلبس الحجاب على مضض، فما الذي دفعها بعد كل ذلك الوقت إلى حسم أمرها؟ «توفي والدي»، تجيب ربى. تستدرك سريعاً: «لم أكن أتمنى أن يُتوفّى لا سمح الله، إلّا أنه كان السبب الرئيسي للعدول عن خلع الحجاب طوال هذه السنوات». كان والدها يستشيط غضباً لاعتقاده أن خلعه يعني الارتداد عن الدين، «وهذا غير صحيح، فأنا لا أزال أمارس صلاتي وصومي وغيرهما من الشعائر، لكن حجة أن الفتيات مغريات، لذلك يجب فرض الحجاب عليهنّ لم تقنعني يوماً». بطبيعة الحال، حاولت عائلة ربى إقناعها بالحفاظ على حجابها، بل هم لم يمانعوا في أن «تتموّض»، ووضعوا أمامها مختلف الخيارات «من ثياب وألوان وأكسسوارات، شرط أن لا أظهر شعري، لكنّي اخترت أن أكون سافرة وأكثر تصالحاً مع شكلي الخارجي، ومع مرور الوقت، عادت الأمور الى مجراها بعدما لاحظوا أن شيئاً لم يتغير».
حال السعادة نفسها انتابت جنان سليم (21 سنة) في الفترة الأولى لارتدائها الحجاب. لكن سنوات قليلة مضت، شعرت على أثرها أنها ارتكبت خطأً بحق نفسها. «لا أفهم سبب فرضه على الفتيات في هذه السنّ، فهنّ بالطبع لسن مثيرات في هذا العمر، بل بالكاد يستوعبن سبب ارتدائهنّ له». لا ترى جنان في الحجاب إلا وسيلة لتقويض الفتاة وتقييدها منذ الصغر لتعتاد عليه، لا لتقتنع بوجوبه، وينسحب ذلك على كل القيود «الذكورية» المفروضة على الفتاة حصراً في مجتمعنا. اختارت جنان خلع حجابها في سن العشرين، بعدما كوّنت قناعة مغايرة لتلك الدينية قبل سفورها. «مظهري الخارجي كان في واد، وأفكاري وقناعاتي في واد آخر، عشتُ انفصاماً غذّاه تصرّف الآخرين معي». لم تتحمّل جنان التناقض الذي حملته بين شكلها وقناعاتها، فشكلها الخارجي دفع الناس من حولها إلى تصنيفها في خانة لم تشعر بالانتماء إليها. هي التي سئمت الواقع المزدوج، قررت اتباع تكتيك تدريجي للتخلص من الحجاب. «انتقلتُ من الثياب الفضفاضة إلى الضيقة والقصيرة، وأظهرتُ خصلة من شعري تدلّت على جبيني، في إشارة الى أنه لا مانع لديّ من إظهاره». لكن هذا التكتيك زاد الأمور تعقيداً، فالبعض استمر باعتبارها محجبة، وآخرون رأوها عكس ذلك ... وجنان لم تر في قطعة القماش هذه إلا زيّاً تنكرياً تغطي به رأسها كل يوم. عند حلول ساعة الفصل، تكرّر سيناريو معارضة الأهل لديها أيضاً، «حاول أهلي إقناعي بعدم اتخاذ الخطوة، لا لأجل الدّين، بل لكي يتجنبوا كلام الناس ... ظلوا يرددون على مسمعي أن المجتمع سوف يحاسب الأهل لا الأولاد، وأنهم سيدفعون ثمن خطئي». شعرُ جنان، ذو الخصل الذهبية المتدلّية على كتفيها، دليل قاطع على أنها لم تعمل بنصيحة أهلها الذين تقبّلوا خيارها ... بعدما تأكدوا من أنه ليس بيدهم حيلة.
لا تجرؤ كل فتاة اعتادت ارتداء الحجاب منذ الصغر، أن تخلعه بين ليلة وضحاها كما فعلت كل من ربى وجنان. فبعضهنّ يعمد الى إخفاء الأمر عن العائلة خوفاً من أي ردة فعل سلبية. وجدت فاطمة ح. (28 سنة) في بيروت ملاذاً لتطلق العنان لشعرها. «كنت حبيسة القرية وعاداتها الى حينٍ عثرت فيه على عملٍ اضطرني الى الانتقال الى بيروت خمسة أيام في الأسبوع»، تقول فاطمة. بابتعادها عن أهلها والقرية، انغمست في جوّ جديد تعرفت فيه على أصدقاء جدد، كانوا أوّل من شجعها على خلع الحجاب، وكانت هي مؤهلة لذلك. لا تخفي فاطمة أنها كانت قد تحدثت لأهلها عن رغبتها في التخلص من الحجاب في السابق، إلا أن الجواب كان الرفض القاطع. تقول إنها لم تقتنع يوماً بضرورة الحجاب أو حتى بالهدف الكامن وراءه، «نلبسه منذ كنّا أطفالاً، ويصبح متمّماً للثياب لا أكثر ولا أقل». برأيها «الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب في الكبر هن من يستحق تسمية المقتنعات أو الملتزمات، أما محجبات التسع سنوات فهنّ تحت تأثير العرف وتخدير العادة». اللافت في فاطمة أنها تملك هويتيْن؟ «تيما»، ذات الشعر الأسود خلال أيام الأسبوع، وفاطمة ذات المنديل المزركش في نهايته، أي عند زيارتها لأهلها. حتى على «الفايسبوك»، لديها حسابان، الأول يظهرها محجّبة وأصدقاؤها هم العائلة والمدرسة، والآخر يحمل اسم «تيما» تحرص على عدم إظهار وجهها فيه بوضوح، وأصدقاؤها هم زملاء العمل و«معارف بيروت».
يتملّك الخوف فاطمة عند سيرها في شوارع بيروت، فهي لا تزال، بعد ثلاث سنوات من خلعها الحجاب، تتردد في إعلام أهلها. «أصاب بنصف نوبة قلبية عند اشتباهي بوجود أحد ما في المقلب الآخر من الشارع ... الحظ يحالفني الى الآن، فجميع أقربائي هم من سكان الريف»، لكن، ماذا لو ساء حظها يوماً ما؟ تكظم خوفها وتجيب «سيعرفون في نهاية المطاف ... ولوقتها «الله يستر».
ربى وجنان وفاطمة، ثلاثة نماذج قبلن التحدث عن تجربتهنّ من بين عشرات رفضن ذلك. عشرات ينقسمن الى سافرات في العلن، وسافرات في الخفاء، ويجتمعن على تخلّيهن عن الحجاب. رفضٌ لا يعني بالضرورة نبذ الدّين، بل يشبه أكثر حركة احتجاجية على واقع يفرضه الأهل والجو العام، قد يلازم الفتاة طوال العمر، سواء رضيت بذلك أو لم ترضَ.
في هذا الإطار، يلقي الشيخ حسين عبد الله، من المكتب الشرعي للمرجع الراحل العلّامة السيد محمد حسين فضل الله، اللوم على الأهل، ويحمّلهم المسؤولية بالدرجة الأولى. برأيه، يجب على الأهل «ترسيخ معنى الحجاب لدى بناتهن منذ الصغر، لا تصويره على أنه سجن وعزل للفتاة عن المجتمع». يضيف «ينبغي أن يتبع ارتداء الحجاب تربية دينية راسخة تمتد على سنوات عديدة، تقتنع خلالها الفتاة بضرورته وبهدفه الأخلاقي والإنساني، بالإضافة الى كونه متمّماً لممارسات دينية أخرى». ويأسف عبد الله لرواج الحجاب بمفهوم «غطاء الرأس، ومصاحبته لسلوكيات لا تعكس قدسيته، آملاً أن تزداد التوعية حياله بشكل أكثر عمقاً وإيجابية».
تعدّدت الأسباب
يلفت أستاذ علم الاجتماع التربوي وعلم النفس الاجتماعي في الجامعة اللبنانية د. طلال عتريسي إلى أسباب عدة تدفع الفتاة إلى خلع حجابها بعد سنوات من ارتدائه. السبب الأول يكمن في «التشدّد الزائد في مسألة الممنوعات منذ الصغر، وعدم التساهل بشأن أي سلوك ينافي الحجاب، ما يولّد شعوراً لدى الفتاة بأن الحجاب هو عبارة عن قيد وسجن لا أكثر». السبب الثاني يتعلق «بالبيئة المحيطة بالفتاة التي تساهم كثيراً في تغيّر توجهات الشخص إذا كان مؤهلاً لذلك». والأهم من كل ذلك «دور الإعلام الكبير في التشجيع على التخلص من الحجاب. هناك هجمة إعلامية تصور الحجاب على أنه حجز لحرية المرأة، وأن العالم لا يتقبل إلا تلك السافرة التي تحرّرت بتحرّر الجسد. كما أن انتشار الألبسة المموّضة لا يترك العديد من الخيارات أمام الفتاة، فتلك التي لم تخلع حجابها تتجه الى ارتدائه كغطاء على الرأس لا أكثر، ما ينتج شكلاً كاريكاتورياً، يماشي الموضة فيرضي رغبتها من جهة، ويرضي رغبة الأهل الذين يهمّهم أن تبقى ابنتهم محجّبة من جهة أخرى».
42 تعليق
التعليقات
-
هاجمت إحدى الألمانياتهاجمت إحدى الألمانيات الكاثوليك الحجاب الإسلامي وأنه تقييد لحرية المرأة فأجبتها أن تزور جميع كنائس الكاثوليك في ألمانيا وتخبرني عن لباس سيدتنا مريم العذراء في التماثيل الموضوعة لها هناك، وعن لباس الراهبات الكاثوليك أو الأرثودوكس وكذلك لباس نساء اليهود. إن حجاب المرأة ليس زيا إسلاميا فحسب بل هو لباس جميع نساء العالم في مختلف الأزمنة ولا يعقل أن يكون كذلك من دون توجيه رباني. ومع هذا فأنا أؤيد فكرة الإقناع وعدم الإجبار فهناك من من يلبسن الحجاب على الرأس ولباسهن غير محتشم فالحجاب بمعناه الأوسع هو عدم إظهار مفاتن المرأة وأخيرا أقول أن الموضوع هو بين الخالق والمخلوق فقناعتنا من عدمها سوف نحاسب عليها يوم الحساب ولكل طريقه.
-
يتبع التعليق السابق. الآية الرابعة, "وقرن في بيوتكن" و هنا اختلف القرّاء حول كلمة "قرن" هل هي بفتح القاف بمعنى القعود و لزوم البيت الّا لحاجة, أو بكسر القاف و معناها الاحترام و الوقار. و أنا أؤيد القراءة الثانية, و سياق الآية هو خطاب مباشر لنساء النبي و تمييزٌ مرة أخرى عن عادات الجاهلية من ناحية التبرّج و الإغراء. الآية الخامسة تخص نساء النبي مرّة أخرى, إذ كان أهل المدينة يدخلون بيوت النبي و كان ينزعج من انكشاف نسائه عليهم فكان أن نزلت الآية بالكلام مع نساء النبي من وراء حجاب أي ستار أي برداية بمعنى يومنا هذا... و رغم أن الآية واضحة و صريحة فقد استفاض المفسرون و قالوا أن كل المسلمات مضمنات في هذا المعنى و هذا ما لا يوافق السيرة النبوية حتى !! هذه جولة صغيرة مختصرة و مجحفة بحق الآيات و لكن كانت رداً على من يُخرج المرأة السافرة من الاسلام, مع التوضيح بأن الفتيات المذكورات أعلاه لا يسعين لا الى "تبرّج الجاهلية الأولى" و لا الى إبداء فتنتهن و لكن هو اعتراض على تغطية الرأس مع ما يرافق ذلك من حجر للمرأة و تحجيم لدورها المجتمعي...و سيكون لي عودة مفصّلة و ممنهجة للموضوع فيما بعد. من ناحية أخرى فرأيي أننا يجب أن ننتهي من مسألة أن المرأة عورة و هي لعبة لإشباع رغباتنا الجنسية الذكورية لا أكثر. يجب أن نتحرر من مرض الجنس الذي يفتك بنا, و أن ننظر الى أبعاد الانسانية الجامعة للذكر و الأنثى على حد سواء و على قدم من الموازاة.الاسلام دينٌ عظيم, و يجب تشذيب الشوائب التي ألحقها الفهم الخاطئ لنصوصه عبر التاريخ.
-
الحجاب بين العادة و الالتزام الدينيأولاً أنا أتعجّب من مهاجمة الكاتبة بأنها لم تتبع منهج البحث متغاضين عن أن الأمر مجرّد تحقيق صحفي مطعّم برأي المدرسة الدينية و علم الاجتماع فقط لا غير. أما من ناحية فرض الحجاب على النساء, فقد ورد ذكر فرض الحجاب خمس مرات في القرآن الكريم في الآيات التالية: الأحزاب (59), النور (31), النور (60), الأحزاب (33), الأحزاب (53). و بالتالي فإن الأمر الالهي بالحجاب محصورٌ في سورتين فقط. وواقع الحال إن الناظر في التفاسير التي ذهب اليها المفسرون الأوائل ليشعر بالأسى لورود معانٍ تنافي رسالة الاسلام الداعي الى المساواة و حرية العلاقة مع الله التي تنعكس في مجتمعٍ أرقى و أنضج انسانياً. و هنا سأورد فقط شذرات من التفاسير دون الخوض في تفسير الآية لضيق المجال و غياب التخصص الى حينه. فأما الآية الأولى فتكاد تجمع التفاسير على أنها تمييزٌ للمرأة المسلمة عن غيرها من النساء في ذاك الوقت حين تخرج لقضاء حاجتها, إذ كان بعض المترصدين المرضى ينتظرون المرأة أن تذهب الى غائط لقضاء حاجتها فيسترقون النظر الى ما بدا من جسدها, فكان الأمر أن تتغطّى النساء بالجلابيب, و تكمل التفاسير مع الجزء الثاني من الآية "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" لتميّز بين المرأة الحرّة و الأمة (!) أو بائعة الهوى فلا يؤذين و يعرفن بأنهن نساء مسلمات...و لكن المفسرون يسترسلون في تحديد الجلباب فيصير غطاء كامل الجسد مع إبداء عين واحدة فقط حين الخروج لقضاء الحاجة !
-
الحجابان الثياب المتعارف عليها اسلاميا هي في الاصل الثياب العادية للمرأة العربية و لم يفعل القرآن الا الطلب من المسلمات ان يرتدين ثيابهن كما يجب حتى لا يتم الخلط بينهن و بين العبدات. والحجاب اثناء التاريخ الاسلامي لم يمنع النساء من الاغراء (فقط رجال الدين يحسبن ان الاغراء يكون بالعرض , الحجب مغري ايضا) و من لا يصدق ذلك يستطيع مراجعة قصيدة "قل للمليحة في الخمار الاسود. الحجاب مشكل في نظر الاوروبيين (اللذي البسوا هنود اميركا اللاتينية فماتوا من الرطوبة و يريدون تعرية نساء العرب و الاسكيمو حتى يموتوا من الحرارة و الببرد) و قد استورد هذا الموقف من اوروبا طبقة اجتماعية قال عنها احمد فؤاد نجم (جاتجو سطيحة يا طبقة فضيحة و عاملة فصيحة و جالبة العار) فليرحمكن الله خلصونا من هذا الحديث الي تريد الحجاب فلتتحجب و التي تريد السفور فلتسفر و العرب و المسلمين كما اعرفهم سوف يدقون عنق من احتج على المحجبات او على السافرات و السلام
-
الحجابالحجاب هو واجب ديني مفروض ليس فقط على المرأة بل على على الرجل فكما يجب على المرأة ستر بدنها كذلك على الرجل أن يكون محتشما في لباسه إذ أن المسألة مسألة حفاظ على المجتمع وليست مسألة فرض أو قمع الحرية الفردية هناك كثير من الأحكام الدينية في الإسلام يتم فرضها على أساس الفروقات النفسية والجسدية فالمرأة مكلفة بحجاب مختلف عن الرجل بسبب طبيعتها الجسدية والجهاد(القتال) واجب على الرجل دون المرأة بسبب طبيعته الجسدية التي تحتمل الخشونة والقوة..المهم القول أن الأحكام الدينية ليست مفروضة بشكل طبقي أو غير متساو والأخطاء ترتكب من قبل كل الأطراف..وأدعو الإخوة إلى الحذر من بعض الأفكار المستوردة التي تتلبس بمظهر جميل كالحديث عن حقوق المرأة(وهو حق) والحرية(وهي قيمة عظيمة) لتبرير مظاهر الإنحراف والتطرف المقابل للتطرف الديني....وأخيرا إلى كل المحجبات تذكرن قول أحد شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان في وصيته إلى شقيقته: حجابك أغلى من دمي!!!
-
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم / تصحيحبسم الله الرحمان الرحيم أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم مما لا شك فيه، ان سلوك الإنسان يمثل الصوة طبق الأصل لثقافته وفهمه ووعيه ورؤيته، وهنا أغتنم الفرصة واستشهد بقول تعالى"قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً"(الإسراء 84).فما يتم ترويجه وتسويقه، يساهم بشكل وبآخر في تشكبل أولئك(الثقافته والفهم والوعي والرؤى)، والذي إما، أنه يمثل عامل هدى وإستقامة، وإما عامل تضليل وإفساد وتخريب. ووفقا لقول تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"(المائدة 105)فإن الضال لا يضر إلا الضال، وبالتالي فإن الذين هم ضمن دائرة الهدى محصنون من ضرر الضالين،والشاهد"لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"وهذا ما ثبت من شواهد الواقع والتجارب. باعتبار أن الأشخاص الذين يشكلون عناصر تلويث ثقافي وتضليل وإفساد وانحراف وتخريب وتعطيل وهدم وتشويه للوعي والرؤى والفهم، فإن أي ضرر يحدثونه، فإنه سينعكس عليهم، هنا وهناك، وبالتالي الخسارة وسوء العاقبة، لأن ذلك سيتجسد انحرافا سلوكيا(وخلع الحجاب للأسف يندرج ضمنه)، وكا قلنا، فإن الضال لا يضر إلا الضال. أللهم أغث المظلومين المقهورين المستضعفين في البحرين وسائر بقاع الأرض وفرج عنهم برحمتك يامغيث المستغيثين ومعين الضعفاء يا أرحم الراحمين أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
-
حجاب لأعين الرجلشكراً للصحافيّة كوثر على هذا المقال الشيّق والمهني ... وددت لو يكن للمرأة رأيها المساوي لرأي الرجل بخصوص هذا الموضوع الأنثوي ... ما قالته ربى معبّر جداً : ... لكن حجة أن الفتيات مغريات، لذلك يجب فرض الحجاب عليهنّ لم تقنعني يوماً ... ولماذا لا يحجب الرجال الغير بريئين أعينهم؟
-
فليدنين عليهن من جلابيبهن،فليدنين عليهن من جلابيبهن، وليضربن بخمرهن على جيوبهن يا جماعة ، الله فرض على المرأة أن تغطي الجيب أو الجيوب في جسدها، و الجيب يعني الزاوية، أو تعرجات جسدها، و الرقبة بطبيعة تكوينها من الجيوب، يعني فيها تعرّج و زاوية، كيف يتم تغطية الرقبة بدون تغطية الرأس معه، بصير بدها تضل حاطة مشلح أو لفحة على رقبتها، إيه بتصير الشغلة مش منطقية، لذلك كان الحجاب. الصدر من الجيوب، و الخصر و الأوراك و كل شي كمان. فمن شان هيك، اللباس الشرعي هو الاساس الرباني للستر الأنثوي. فما بقى حدا يجادل عن تغطية الراس، لأنو الآية واضحة. إما بتعرفوا تقرأوا أو اسكتوا وبدون جدل عقيم. السبب الاساسي لترك الحجاب للاسف موجودة أسبابه في آخر فقرة بالمقال للدكتور العتريسي، أجاد بذلك و أعطى الدين حقه، و قال أن المجتمع ان كان العائلة او فسقة الإعلام، أو الموضمة المشوهة إنسانيا باللباس العالمي هي اساس المشكلة, مشكورين على المقال و السلام عليكم
-
وين المشكلة؟لا أعتقد أنّ في الأمر مشكلة.. الحجاب قرار شخصي لايعني إلاّ صاحبته فقط..وإذا فشل الأهل والتّربويّين في إيصال معنى الحجاب ورسالته للفتاة في عمر صغير فلا شكّ في أنّ خلعه أفضل من ارتدائه إن لم يرتبط بالقناعة الذّاتيّة.. وهذا الأمر لايقلّل من قيمة الحجاب ولايعني أنّ الفتيات اللّواتي استشهدت بهنّ الكاتبة يشكّلن أكثر من 1% من المحجّبات...
-
الأسباب لا النتائجلا يتناول المقال او التحقيق وجوب او عدم وجوب الحجاب. فمن الناحية الدينية الأمر محسوم، وكل ما على الانسان أن يختار منهجاً لحياته، أكان دينياً أم لا. الخطورة في هذه الحال لا تكمن في النتيجة إنما في الأسباب. فلو كان مجتمعنا دينياً كما يدّعي لما شهدنا انحلالاً للحجاب وتعرجات في أشكاله ويرافقه سلوك لا يعكس مغزاه. فما الداعي من الحجاب ان كانت الفتاة محجبة و جسدها لا ينضح الا بالإغراء او سلوكها يرافقه الغنج والدلال؟ وهذا طبعاً كلّه بموافقة الأهل الذين لا يعيرون اهتماماً ان كان السلوك يوافق الحجاب، او ان كانت تلتزم بالصلاة او الصوم.. فكل ما يهمهم هو ان لا ينكشف شعر فتاتهم، لكن لا بأس في رقبتها وجسدها. وهذا لا يظهر فقط في الشهادات اعلاه بل على انه مرأى من أعين الجميع.. بل حتى ان بعض الاهل أنفسهم لا يمارسون الشعائر الدينية لكنهم يفرضون الحجاب لان برأيهم هذا هو الدين فحسب. حريّ بنا معالجة الأسباب وارشاد أولادنا الى الطريق الصويب والتركيز على الاخلاق وحسن السلوك ومن ثم الحجاب .....ولعل هذا ما ترمي اليه كاتبة المقال ولو بشكل غير مباشر.
-
محجّبات في الصغر سافرات في الكبررائع صديقتي رائع الموضوع ورائع الاسلوب الشيق للمتابعة حبيت
-
مقال مشجّعلا حل للموضوع قبل أن يتحول الدين إلى قناعة شخصية تبقى شخصية فحسب ولا يتم فرضها على الأطفال أو المجتمع. إلى أن نصل إلى ذلك الزمن الربيعي علينا خلق مساحة مدنية تسمح للنساء والبنات خلع الحجاب وتحميهن من الإرغام المعنوي أو الجسدي. تحياتي للكاتبة على إدراج رأي رجل الدين والمثقّف (الذكرين بيولوجياً) في أسفل المقال. لأنو بصراحة ما خصّن.
-
فليأتي العلماء بدليللا يوجد أي دليل على الحجاب في القرآن الكريم و كلمة حجاب وردت بمعنى "عازل" و لم تعني في اي موضع غطاء الرأس.
-
استغرب دوما الحديث عناستغرب دوما الحديث عن الاقتناع بالحجاب ! لماذا دوما يجب ان تكون الفتاة مقتنعة بالحجاب؟ لماذ لا نسمع احداهن تقول انا غير مقتنعة بالصلاة أو انا غير مقتنعة بالصوم. وهذا ليس لأن الحجاب بطبيعه غير مقنع فلا احد بوسعه ان ينكر عفة وطهر الحجاب بغض النظر عن النماذج المسيئة التي نراها في هذه الايام. الاصل في الاسلام هو الاقتناع بمبدا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وخلاف ذلك يأتي تباعا للايمان بان النظام الذي وضعه الله وبلغنا اياه رسوله هو الامثل لتكامل الانسان والمجتمع.
-
الصورة والتعليق.....موضوع لا يليق بالصورة ولا صورة تليق بالموضوع يرجى تغطية وجه الفتاة الصغيرة ذات الحجاب ، فإنه حق لها ألا تظهر صورتها في موضوع كهذا . واقتضى التنويه
-
كوثر فحص : الرأي والرأي الآخرللكاتب حقه الكامل في طرح أي نقاش ٍ او بحثٍ ضمن أي مجال يود إثارته ، إلا أن هناك مادة تدرس في الجامعات تدعى "منهجية البحث" فعليك يا أختي الكريمة تبويب البحث بمقدمه تشرحين فيها كافة جوانب الأمر من النواحي الشرعية(وهي ذات حساسية بالغة يصعب على ممتهني الكتابة الولوج فيها) والنفسية والمجتمعية والتربوية ، لا الإكتفاء بسطرين والإنتقال إلى الأمثلة التي من شأنها جذب القارئ (ونحن لا نشكك بأصل الأمثلة) لكن العينات التي شملت بالدراسة جاءت بتلوينك ورسمك الخاص حتى أنك رسمت نتائجه من مقدمته، فإن إعتبرت الأمثلة صلب الموضوع فلا مانع شرط عدالة العينة ، ثم ما هي نهاية أو نتائج أو فوائد هذا البحث بغياب استخلاصات علمية ورقمية عادلة لمن يعنيهم البحث ولمن يقرؤونه فأنت تعرضين أمراً لا يتناوله ولا يدركه الجميع الأمر الذي يحرف الفهم والإدراك الحقيقي لهم عن الحقيقة الكامنة : عدد كبير من الجامعات تدرس هذه المادة ، اما نحن فبإنتظارك سيدتي لتحاضري بنا بمادة الجزيرة : الرأي والرأي الآخر
-
الحجابابقي على حجابك لانه اغلا من الدم
-
قبل و اثناء عصر بذوغ الاسلامقبل و اثناء عصر بذوغ الاسلام لم يكن يسمح للمرأة العادية بان تغطي راسها ما لم تكن تنتمي الي خاصة القوم، لذلك جاءت طلب الاسلام من المرأة ان ترتدي الحجاب تكريما لها.
-
انا فتاة محجبة منذ ان كانانا فتاة محجبة منذ ان كان عمري اثني عشا سنا وانا مقتنعة اشد القناعة بالالتزام بالحجاب
-
هل امنتن بكتاب الله المجيد؟!مع عدم احترامي لكن فالكلام عن الاقتناع لا يكون في الفروض فما فرضه الله تعالى علينا يجب الالتزام به الا اذا كنتن لا تعتقدن اساسا بالقران الكريم فحين اذن لا لوك عليكن او انكن لم تتعرفن على القران و لم تقرأنه اطلب منكن فقط التمعن بايات الله القرانية في سورة النور كم هو تكليف الله تعالى في تلك الايات واضح في فرض الحجاب عليكن فاتقوا ذلك اليوم الذي لا تنفع فيه ندامة النادمين و لا حسرة المتحسرين و التزموا اومر خالقكم فهو ادرى بمصلحتكن
-
محجبات في الصغر سافرات في الكبرالسياق جميل ,, لكن الطرح غير مهني ,, فتوزيع الموضوع على عناصر التحقيق ، مجحفا ,, يُضاف الى ذلك غياب واضح لعنصر الدين الذي يعتبر في هذا الموضوع أساسيا من حيث ، التشريع ، لنجد دوره ارشاديا متخفيا في نهاية المقال ,, كما أن الكلمات المستخدمة في وصف السفور ربيعية في حين أن التعابير المستخدمة للحجاب تعتبر خريفية بامتياز ,,, منذ انطلاقته يعتبر المقال متخذا موقفا ضد الحجاب ، بحجة المفهوم الخاطئ ، ولكن مهنيا برأيي لم تستطيع الكاتبة الحافظة على قناع الحياد في مقالتها للأسف ,,
-
محجّبات في الصغر سافرات في الكبرماذا عن حرية المرء ؟ هل يعتبر الدين الإسلامي أن الله يحاسب الرجال فقط ؟ هل على الرجال فرض فهمهم للأمور على النساء ؟ هل يعتبر أن للنساء فكر وعقل لتتصرف في حياتهن أم انهن قليلات العقل وعليهن الطاعة فقط ؟ نحن اليوم في القرن ال-٢١ والنساء تتعلم كالرجال وتعمل كالرجال ولهن مسؤوليات كالرجال أما في عالمنا الإسلامي يقيدهن المجتمع بإسم الدين . وبالطبع القيد يحد من الحرية، ويولد الخوف من المجتمع و الخوف يجلب الكذب والنفاق . ألصدق هو من قيم الإسلام . والإسلام يحترم حرية الفرد . في بعض المجتمعات ، أصبح اللباس أهم من القيم . هل يعقل إن يقوم دين بأكمله على قطعة قماش و يصبح الحجاب في رأس هرم قيم الإسلام؟ كل فرد هو مسؤول عن اعماله و الله يحاسب كل فرد على اعماله التربية على الأخلاق والقيم هي المهم و الاهم. هي التي تعطي الانسان رجل كان أم إمرأة إمكانية التعاطي مع الأخرين ، و السلوك هي نتيجة التربية ثم على المرء إن يختار ما يلائمه من ملابس وأزياء وسلوك . إذا أخطاء ، ذلك ليس من مسؤلية أحد سوى مسؤليته
-
رائعة كوثر! دائماً تذكريننارائعة كوثر! دائماً تذكريننا بأن هناك مواضيع ساخنة ومثيرة غير السياسة تستحق عناء النظر إلى حولنا وتحليل التحولات الحاصلة. أنتظر جديدك الجميل!! علي ب.