نجحت «الجمعية الدولية للحفاظ على صور» في جمع أربعة ملايين و578 ألف دولار من اليانصيب الدولي الذي أطلقته لبيع لوحة بابلو بيكاسو «الرجل بقبعة الأوبرا». فقد ربح اللوحة، التي تعود إلى العام 1914، الشاب الأميركي جيفري غونانو (25 عاماً) من ولاية بنسلفانيا. وغوناغو شارك إلى جانب الآلاف حول العالم في اليانصيب الذي أدارته «دار سوذبي للمزاد» الشهيرة في فرنسا بإشراف وزارة المالية الفرنسية.
وكانت الجمعية قد عرضت خمسين ألف بطاقة للبيع عبر موقعها على الإنترنت، بيع منها أربعون ألفاً بسعر مئة يورو للواحدة، أي ما قيمته 4 ملاين و578 ألف دولار. ويفترض أن تخصص الجمعية هذا المبلغ لإقامة مشروعين إنمائيين في المدينة، الأول معهد للدراسات الكنعانية والفينيقية، والثاني مشغل لتنمية الحِرف التقليدية.
إرث بيكاسو، الذي كان قد أثار خلافاً في مدينة صور بين البلدية وبين رئيسة الجمعية مهى الخليل (راجع الأخبار العدد 2166) أبصر خطواته الأولى. فقد أكدت الخليل في اتصال مع «الأخبار» الحصول على هذا المبلغ «الذي لم نكن نتوقعه. لقد دخل إلى الموقع حوالى عشرة ملايين شخص، كما وردنا العديد من الطلبات في نهار إقفال باب الشراء والفضل يعود للإعلام الغربي الذي ساعدنا بتغطية المشروع وأبعاده، خصوصاً في أوروبا وأميركا، بينما كانت المشاركة قليلة في لبنان والعالم العربي لعدم توفر نظام حماية للشراء عبر الإنترنت في البنوك إضافة إلى ضعف التغطية الإعلامية اللازمة». وأوضحت الخليل أن الحدث جرى بمشاركة شخصيات لبنانية منها رئيس اللجنة المالية المُشرفة على صرف الأموال الدكتور جورج قرم «ويلزمنا حوالى الشهر لتدقيق الحسابات والتصديق عليها لتُرفع لاحقاً لوزارة المالية وليتسنى للمهتمين متابعة جميع الخطوات عبر موقع الجمعية عبر الإنترنت». كما ستدرج على الموقع الخطوات اللاحقة لمراحل تنفيذ المشروع.
وتوضح الخليل أن «المشغل الحرفي سيقام على أرض خاصة لي في منطقة الحمادية في الجنوب، أما معهد الدراسات فسيكون مقرّه الرئيسي في بيروت وله فرع في صور وذلك لعدم وجود بنى تحتية ملائمة وللحاجة إلى باحثين وخبراء عالميين يجب أن يكونوا على تواصل دائم في الداخل لكون المشروع يشكل إطلالة مميزة على مستوى الأبحاث والدراسات عالمياً».
الخليل تمنت على «كلّ الفرقاء في صور أن يتعاونوا على إنجاح المشروع وعدم التسكير عليه لأن الهدف الأول والأخير مصلحة المدينة».