ضحايا بالعشرات
من المعروف أن صيد الأسماك عبر الديناميت يكثر في لبنان، وعادة ما يقوم الصيادون بخلط مواد كيماوية وتفجيرها تحت الماء من أجل صيد عدد أكبر من الأسماك. ولكن بقدر ما يحصد الديناميت الأسماك فإنه حصد ويحصد العديد من الضحايا الذين يشتغلون به. مئات الضحايا في لبنان، والعشرات في منطقة ساحل الزهراني، تتراوح إصاباتهم بين بتر الأصابع أو بتر الأيدي، وصولاً إلى الخسارة الأكبر التي تمثّلت أمس في وفاة الشقيقين حسن وخليل سبليني.
يدرك الصيادون مساوئ الصيد بالديناميت لكنهم يحتاجون إليه
«ضيق الحال» هو ما يجعل صيادي الأسماك يهربون إلى هذه الوسيلة لضمان صيد وفير يؤمّن لقمة العيش في بلد الصعوبات، يقول أحد الصيّادين. وعلى الرغم من معرفتهم حجم خطرها والضحايا الكُثر الذين يحملون أثرها طول حياتهم ويتجوّلون بيننا في الميناء ومنهم من يعمل بيد واحدة «إلّا أن الحاجة تبرّر الوسيلة في حالتنا». ويلفت صيّاد آخر إلى أنّ «التفلّت الأمني خلال الأحداث اللبنانية والحروب الإسرائيلية على لبنان سهّلا الصيد بالديناميت والتروبين وانتشارها بين الصيادين وبطريقة عشوائية، وإن كانت تشهد تراجعاً في أيّام السلم والاستقرار الأمني». لا ينفي أن الصيادين يدركون مساوئ هذه التقنية في الصيد، عليهم وعلى الحياة البحرية «لكنهم لا يأبهون بسبب الحاجة إليها، ومن دون تأمين وسائل دعم لعمل الصيادين ووسائل بديلة تؤمن لقمة عيشهم سيبقى الصيد بالديناميت ملجأ الصيادين للصيد الوفير».