تتحضر العاصمة الأردنية لفعاليات بعد غدٍ للدورة الخامسة من «مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم» (يستمرّ حتى 11 تموز/ يوليو). المهرجان الذي يرفع شعار «العروض السينمائية التي تسلّط الضوء على أصالة وقوة الشكل في استخدام الفيلم كأداة» كما يشير موقعه الإلكتروني، يركز على الإنجازات الأولى في صناعة الأفلام. وكما في دوراته السابقة، يخصّص دورته الحالية للأعمال الأولى في الإخراج والتمثيل وكتابة السيناريو والمونتاج، عبر أربع فئات تنافسية تمنح جائزة «السوسنة السوداء»، إضافة إلى جوائز مالية لجميع الفائزين، كما ينظم «أيام عمان لصُنّاع الأفلام»، وهي منصة تهدف إلى دعم ومساندة صُنّاع الأفلام من الأردن والمنطقة العربية، عبر توفير فرص للنمو والتعاون.هذه السنة، يتمحور برنامج المهرجان حول شعار «احكيلي...»، الذي ينعكس أيضاً على الملصق الفني لهذه الدورة، فهو مستوحى من الحاجة الملحة إلى رواية قصصنا واستعادة سرديتنا. يستعد المهرجان هذا العام لحدث ثقافي يجمع الناس للاحتفاء بالقصص المرئية المسموعة في وقت نشهد فيه ألماً ودماراً هائلين، كما صرّح مجلس إدارة المهرجان. وأضاف: «استمرت الحرب على غزة بلا هوادة منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023، حيث وصل العنف إلى مستويات غير مسبوقة، ما أدى إلى مقتل وتشويه عشرات الآلاف من المدنيين. من التقصير المخجل أن نتجاهل هذا الواقع المأساوي، ولا سيما أنّ عدداً من ضيوفنا ومشاركينا تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بعواقب الحرب الوخيمة. لكن بالتحديد بسبب هذه الفظائع والقصص التي لم تُروَ أو التي يتمّ تحريفها، غدا ضرورياً التركيز على إنسانيتنا واستعادة سرديتنا وتسليط الضوء على ما تصنعه المنطقة العربية وتقدمه للعالم. يشاطرنا فريق العمل إيماننا القوي بضرورة الحفاظ على دور الثقافة لتعزيز قيمنا المشتركة. وبهذه الروح، صمّم الفريق برنامجاً يضمن حضوراً لافتاً للفلسطينيين ولداعمي حقوقهم. على مدى الأشهر السبعة الماضية، فقد عددٌ من صنّاع الأفلام أحبّاءهم في العدوان الشرس على غزة. يحتفي المهرجان بالثقافة والحياة من دون التغاضي عن مسؤوليته تجاه محيطه ومجتمع صانعي الأفلام».
يعرض المهرجان هذا العام، مجموعة من 22 فيلماً قصيراً صوَّرت كلياً في غزة في الأشهر القليلة الماضية في خضم الإبادة الإسرائيلية بحقّ القطاع. سيأتي العرض العالمي الأول لمجموعة أفلام روائية ووثائقية وتحريكية وفيديو آرت تحمل اسم «من المسافة صفر». لقد أطلق هذ المبادرة المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وقد أشرف على المشروع فنياً وسينمائياً بمساعدة مهنيين من العالم العربي والأجنبي. «من الأهداف الرئيسية للمبادرة إتاحة الفرصة للفنانين والشباب وصانعي الأفلام المحترفين والمبتدئين في غزة للتعبير عن أنفسهم عبر الفن ونقل حكايات لم يتم سردها من قبل، خاصة القصص الشخصية»، كما صرّح مشهراوي. «من المسافة صفر» تعكس قدرة الشباب والشابات على تصوير وإنتاج ومنتجة أفلام تعبر عن آمالهم وهواجسهم في ظروف استثنائية عسيرة جداً، ما يؤكد على صمود أهل غزة وقدرتهم على الإبداع وحبهم للحياة رغم القتل والدمار والتهجير.
يفتتح المهرجان فيلم «باي باي طبريا» للمخرجة لينا سويلم، ويتميّز بتشكيلة غنية ومتنوعة من الأفلام، إلى جانب مجموعة من الأنشطة المخصّصة لمحترفي السينما. سيحظى الحضور بفرصة التفاعل مع المخرجين، والممثلين، والممثلات، والخبراء الدوليين، والمنتجين. يتضمن برنامج الأفلام 52 فيلماً من 28 دولة، ويشمل مزيجاً من الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية العربية والدولية، إضافة إلى الأفلام القصيرة العربية. وللسنة الرابعة على التوالي، يستضيف المهرجان قسماً خاصاً تحت عنوان «موعد مع السينما الفرنسية ــ العربية» وهو قسم غير تنافسي يضم خمسة أفلام روائية وستة أفلام قصيرة إما فرنسية أو مشتركة الإنتاج مع فرنسا. وهذا العام، سيعرض المهرجان قسماً آخر غير تنافسي بعنوان «إضاءة» يسلط الضوء على قصص أنجزها مخرجون مخضرمون أو شباب من منطقتنا. كما ستتنافس الأفلام المشاركة على جائزة «السوسنة السوداء» عبر أربع فئات تنافسية، من بينها ثلاث تمنحها لجان تحكيم وهي: أفضل فيلم روائي عربي طويل (سبعة أفلام)، أفضل فيلم وثائقي عربي طويل (سبعة أفلام)، وأفضل فيلم قصير عربي (16 فيلماً). إضافة إلى ذلك، ستُمنح جائزة الجمهور للفيلم الفائز في قسم «الأفلام غير العربية» (سبعة أفلام).
يحلّ المخرج الإيراني أصغر فرهادي ضيفاً على المهرجان


يتنافس على جائزة أفضل فيلم روائي عربي، سبعة أفلام هي: «وحشتيني» (إخراج المصري تامر روجلي) الذي تؤدي بطولته المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، إلى جانب «وراء الجبل» للمخرج التونسي محمد بن عطية، الذي سبق أن شارك بفيلمه هذا في «مهرجان البندقية السينمائي». ومن اليمن، يقدَّم «المرهقون» من إخراج عمرو جمال، ومن الأردن، «إن شاء الله ولد» لأمجد الرشيد، ومن المغرب فيلم «عصابات» لكمال الأزرق، وفيلم «أنيماليا» لصوفيا علوي، ومن تونس فيلم «كواليس» من إخراج عفاف بن محمود وخليل بن كيران.
أما الأفلام العربية الوثائقية فهي: «حلوة يا أرضي» من إخراج سارين هايربديان من الأردن، و«هوليوود غيت» لإبراهيم نشأت من مصر، و«إخفاء صدام حسين» لهلكوت مصطفى من العراق، و«مكاين الروح» لحميدة عيسى من قطر. ومن لبنان، يشارك فيلما «واصلة» من إخراج رين رزوق، و«ق» من إخراج جود شهاب.
وسيحلّ المخرج الإيراني أصغر فرهادي ضيفاً على المهرجان، ليأخذنا في رحلة تبدأ بأول أفلامه، ما يتيح فرصة الاطلاع على التجارب التي شكلت وعيه المرئي والقصصي، وصولاً إلى أحدث إنتاجاته. وسيشارك فرهادي فلسفته وخبراته والدروس التي اكتسبها أثناء مسيرته السينمائية، ويستعرض التحديات التي واجهها وأسهمت في نضوج أعماله.

* «مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم»: بدءاً من 3 حتى 11 تموز (يوليو) ـــ +962792222011