للانطلاقة مساء اليوم، اختار منظمو «مهرجان السينما الأوروبية» بدورته الـ28، الفيلم الإسباني «رامونا» (يُعرض أيضاً يوم 30/9 ـــ س:16:00 ــ غالاكسي) للمخرجة أندريا باغني، الحائز جائزة أفضل سيناريو في «مهرجان روما السينمائي» لعام 2022. سنتابع هنا الشابة رامونا التي تسعى إلى دخول مجال التمثيل وحيازة الأدوار في أفلام. تجري الأحداث في مدريد التي لا تتردد المخرجة في التقاط معالمها وخصوصيتها، علماً أنّ الفيلم صُوِّر في حين كانت المدينة خالية من زحمتها وسط الحجر الصحي، في شريطها الطويل الأول المصوّر بالأبيض والأسود. في المشاهد التي تضطلع فيها رامونا بدور تمثيلي، نرى الصورة فجأة وقد أصبحت ملوّنة وقد يوحي الأمر بأن تلك اللحظات هي في الواقع أكثرها صدقاً ولوناً في حياة رامونا. بأجوائه الكوميدية ومواقفه الطريفة، يضعنا الشريط في صلب حياة الشخصية الرئيسية العاطفية المتقلّبة والمعقّدة من اللحظة التي تعرّفت فيها إلى برونو، مخرج أفلام التقت به مصادفة في أحد المقاهي، يتبادلان الكلام واللحظات الجميلة بتناغم كبير. بعد بوح برونو المفاجئ بحبّه لها، تهرب رامونا لتكتشف بعدئذٍ بأنّه مخرج الفيلم الذي ستتقدم للأداء فيه في اليوم التالي. رامونا حائرة والمخرجة تسعى بفضل الممثلة لوردس إرنانديس التي تؤدي دورها ببراعة وبحيوية كبيرة، إلى تصوير حالة الضياع والحيرة تلك في إطار كوميدي خفيف يشبه في الظاهر أجواء أفلام وودي ألن.يتضمن المهرجان هذا العام مجموعةً كبيرة من العروض، إضافة إلى الأنشطة الموازية التي كانت تُقام في كلّ عام. في هذا الصدد، تشرح المسؤولة الإعلامية في بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان تاتيانا حسني أنّ هذا العام، يأتي المهرجان بـ27 فيلماً من أوروبا في حين كانت الدورة أكثر اختصاراً العام الماضي، مضيفة: «من ضمن الأفلام المعروضة فيلم «ليل الـ12» (28/9 ــــ س:20:00 ــ غالاكسي) الذي حاز ستّ جوائز «سيزار» فرنسية عام 2022. كما يضمّ «سيني كونسير» (أمسية سينمائية موسيقية) لفيلم صامت مع موسيقى مباشرة وأفلام للأولاد. وككل عام، تُقام مسابقة للأفلام القصيرة، والختام سيكون مع فيلم لبناني يُعرض للمرة الأولى في لبنان. هو ليس أمراً جديداً، إذ اعتدنا فعل ذلك قبل أزمة كورونا. فالمهرجان ليس أوروبياً بشكل حصري، وهو يرمي إلى التبادل بين الثقافتين الأوروبية واللبنانية من خلال الأفلام والأنشطة». وحول البرنامج وأماكن العرض، تخبرنا حسني أنّ شرط اختيار الأفلام «هو أن تكون قد صدرت منذ سنة أو سنتين. وكل دولة تقرر الفيلم الذي تريد عرضه. أما المواضيع، فتُنتقى بحسب ما قد يهمّ اللبنانيين». وتضيف بالمقارنة مع السنوات الماضية وتطور المهرجان: «كانت السنة الماضية جيدة، ولكن البرنامج كان أقصر. كما أن المكان تغيّر، وخصوصاً أنّ «متروبوليس» لم تعد تملك صالة في «صوفيل» في منطقة الأشرفيّة. قررنا هذا العام أن يعود المهرجان بصيغته الموسّعة كالعادة، ويقترح عروضاً في أماكن عدة في بيروت وخارجها. هناك الكثير من الناس الذين يرغبون في مشاهدة الأفلام، علماً أنها تُعرض بأسعار مدروسة وخصوصاً للطلاب. كما أن طريقة التسجيل عبر الإنترنت من الأمور التي تسهّل عملية حجز البطاقات، وقد تعلّمناها خلال فترة الحجر». من جهتها، تعلّق نسرين وهبة من «جمعية متروبوليس» على البرنامج واختيار فيلم «بركة العروس» للبناني باسم بريش بالقول: «نسعى غالباً إلى أن يكون فيلم الختام لبنانياً لدعم صناعة الأفلام المحلية ولنُلقي الضوء على السينما اللبنانية. لم يُعرض الفيلم في لبنان بعد، وقد فاز بجوائز في القاهرة، وما زال يقوم بجولة عالمية. كما أن موعد المهرجان يقع قبيل صدوره في الصالات اللبنانية. لذا سيكون بمثابة عرض أولي له في حضور المخرج وفريق العمل. يهمّ المهرجان أن يسلّط الضوء على الأفلام اللبنانية وعلى التعاون بين أوروبا ولبنان. أما في ما يتعلّق بالبرنامج، فنحاول عرض الأفلام الأوروبية الحديثة التي لم تُعرض في لبنان وشاركت في مهرجانات سينمائية وحازت جوائز عدة. ففي لبنان، قلّما نرى أفلاماً أوروبية في الصالات، وخصوصاً أنّ هناك كلفة كبيرة على الموزّع. ولطالما كان «مهرجان السينما الأوروبية» المنصة الأولى لمشاهدة أفلام يصعب جداً أن نراها، مثل أعمال آتية من بلدان كالمجر وتشيكيا وبولندا. وهذه ميزته الأبرز».
الختام مع فيلم باسم بريش «بركة العروس» الذي سيطرح لاحقاً في الصالات التجارية


إلى جانب الأفلام الحديثة، تُقام مسابقة الأفلام القصيرة التي كان ينظّمها المهرجان بشكل دائم في دوراته السابقة. وتضمّ هذا العام 12 فيلماً قصيراً لمخرجين لبنانيين شباب. كما تضمّ البرمجة عرضاً للفيلم الكلاسيكي «كريا كويرفوس» (1/10 ـــ س:16:00 ـــ غالاكسي) في تحية إلى المخرج الإسباني كارلوس ساورا. ويعتبر الـ«سيني كونسير» أيضاً من الأحداث المرتقبة التي لطالما تميّز بها المهرجان. وهذا العام وقع الاختيار على فيلم «بائعة الكبريت» لجان رونوار (1928) الذي يُعرض على الشاشة الكبيرة (27/9 ـــ س: 20:00 ــ مركز بيروت للفن) برفقة موسيقى من تقديم ثلاثة موسيقيين من مجموعة «فريكوانت ديفيكت»، هم جوزيف جونيور صفير وباتريك أبي عبدالله وريناتا سابيلا.

* الدورة 28 من «مهرجان السينما الأوروبية»: بدءاً من اليوم حتى 4 تشرين الأول (أكتوبر) ـــ تُقام عروض بيروت في «غالاكسي غراند سينما»، و«مسرح كركلا»، و«مركز بيروت للفنّ»، وحديقة السفارة الإيطالية. يمكن الحجز مسبقاً عبر موقع metropoliscinema.net. حضور ليلة الافتتاح محصور بدعوة خاصة.



من البرنامج

◄ «إي أو» ـ يرجي سكوليموفسكي
26/9 ـ س:18:00 ـ غالاكسي
30/9 ــ س:20:15 ــــ غالاكسي

يصطحبنا «إي أو» للمخرج البولندي يرجي سكوليموفسكي في رحلة اكتشاف أوروبا بعيني حمار

يصطحبنا فيلم «إي أو» للمخرج البولندي يرجي سكوليموفسكي في رحلة اكتشاف العالم بعينَي حمار رمادي اسمه «إي أو» يختبر مشاعر الحياة كافة في مغامرته هذه. بين لحظات سعيدة وأخرى حزينة، وتجارب جيدة وأخرى سيئة، يستكشف الفيلم أوروبا الحديثة من خلال عيني «إي أو». عُرض للمرة الأولى في «مهرجان كان السينمائي» الـ75 العام الماضي، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم. كما رُشح في العام نفسه لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. واعتُبر من أفضل الأفلام التي صدرت عام 2022.

◄ Les Intranquilles ـ يوكاين لافوس
29/9 ـ س:18:00 ـ غالاكسي

Les Intranquilles ليوكاين لافوس مستوحى من تجربة والده الذي كان مصاباً باضطراب ثنائي القطب

يُعاني داميان، وهو رسام معروف من اضطراب ثنائي القطب. ويحاول أن يعيش حياته بشكل طبيعي مع حبيبته وابنهما على الرغم من الصعوبات في تلقّي العلاج وسوء حاله. صدر فيلم السينمائي البلجيكي يوكاين لافوس، في عام 2021 وقد عُرض في «مهرجان كان السينمائي» ضمن برنامج المسابقة الرسمية. استقى المخرج نص الفيلم من تجربته الشخصية مع والده الذي عانى الاضطراب ذاته.

◄ «ليل الـ12» ـ دومينيك مول
28/9 ــــ س:20:00 ــ غالاكس
يحقق الشرطي يوهان في مقتل امرأة تضعه في حالة من العجز، إذ لا شيء مؤكداً في هذه الجريمة المروعة، إلا أنها حصلت في ليلة الـ12 من الشهر. يتحوّل التحقيق فيها إلى ما يشبه الهاجس المزعج بالنسبة إلى الشرطي. سيناريو فيلم المخرج الألماني الفرنسي دومينيك مول، مبني على كتاب لبولين غينا، التي تتناول فيه يوميات أحد مراكز الشرطة القضائية في فرنسا. شعر المخرج أنّ العثور على المجرم لم يكن فقط الجانب المهم في هذه القضية، بل علاقة الشرطي يوهان بالقضية وهاجسه المتزايد فيها يوماً بعد يوم.

◄ R.M.N ـ كريستيان مونجيو
26/9 ــ س:20:00 ـ غالاكسي

R.M.N لكريستيان مونجيو

بحسب ملخّص قصة الفيلم، تدور الأحداث حول ماتياس العائد من ألمانيا إلى قريته في ترانسيلفانيا وفي نيته الاهتمام بابنه الذي تركه مع والدته ورؤية حبيبته السابقة التي تدير مصنعاً صغيراً افتُتح أخيراً وبدأ توظيف العمال. تضطرب الحياة في هذه القرية التي كانت تعيش بسلام ظاهري وتطفو المخاوف والمشكلات إلى السطح. يطرح فيلم المخرج الروماني كريستيان مونجيو، أسئلة حول النزاعات الحاصلة اليوم في مجتمعاتنا وحاجة الفرد إلى الانتماء إلى مجموعة يتشارك معها الدين أو الطبقة الاجتماعية أو غيرهما والشك في كل ما هو مختلف بحسب تعليق المخرج على عمله.

◄ «مثلث الحزن» ـ روبن أوستلوند
1/10 ــ س:20:00 ــ غالاكسي

«مثلث الحزن» لروبن أوستلوند فاز بسعفة «مهرجان كان السينمائي»

هو الفيلم الأول باللغة الإنكليزية للمخرج السويدي روبن أوستلوند، صدر عام 2022 وفاز بالسعفة الذهبية في «مهرجان كان السينمائي» كما رُشح لثلاث جوائز أوسكار. يتلقّى الثنائي كارل ويايا وهما عارضا أزياء دعوةً لرحلة على متن سفينة فاخرة تبدأ بطريقة مثالية ولكنها تنتهي بكارثة على جزيرة نائية مع مجموعة من الأثرياء وعاملة تنظيف. وبعدما كان مخرج «المربّع» تناول بسخرية عالم الفن المعاصر في فيلمه السابق، ينتقل في هذا العمل إلى عالم الموضة ضمن الكوميديا السوداء التي اشتهر بها.

◄ «أورفيا مغرمة» ـ أكسيل رانيش
26/9 ــ س:18:00 ــ غالاكسي
1/10 ـــ س:18:00 ـــ غالاكسي

«أورفيا مغرمة» لأكسيل رانيش نشيد في حبّ الأوبرا

يحكي فيلم (إنتاج عام 2022) المخرج الألماني أكسيل رانيش، قصّة عاملة هاتف شابة موهوبة بالغناء، تقع في حبّ راقص شارع ذي سوابق جرمية. هي تعبّر عن نفسها بالغناء، وهو بالرقص. من أجل هذا الحبّ، ستنزل الشابة إلى العالم السفلي، حيث تواجه ماضيها وشياطينها الداخلية لتحقيق التوازن في حياتها. الفيلم الذي يعيد تصوّر ملحمة أورفيوس، عبارة عن كوميديا موسيقية أو أوبريت أشبه بنشيد في حبّ للأوبرا، إذ يقدّم أعمالاً أوبرالية مشهورة مرتبطة بكوريغرافيا من الباليه الكلاسيكي الحديث.

◄ Avalanche of Love ـ جاكوب ماشالا
26/9 ــ س: 20:00 ـ غالاكسي
28/9 ـ س:16:00 ـ غالاكسي
يقدّم المخرج التشيكي جاكوب ماشالا هنا كوميديا رومانسية حول تحضيرات الزفاف، مرويةً من وجهة نظر ثلاث شخصيات. تجري الأحداث في أحد الفنادق في الريف خلال يوم زفاف العروس أليكس، التي تشهد انهيار يومها المنتظر. تتحكم والدتها العصبية بكل خطوة تقوم بها، ويحقّق زوج أمّها في جريمة غير موجودة، ووالدها البيولوجي، المالك البوهيمي للفندق الذي يُقام فيه الزفاف، مسؤول عن العريس المفقود! فوضى تناسب مدرب التزلج الساحر بيتر الذي يقنع نزيلة الفندق الانطوائية كلارا بمساعدته في إعداد أجمل موعد عشاء على الإطلاق.

◄ «كريا كويرفوس» ـ كارلوس ساورا

يوجّه المهرجان تحية إلى كارلوس ساورا من خلال عرض فيلمه «كريا كويرفوس» الذي تدور أحداثه عشية نهاية دكتاتورية فرانكو

يعتبر كارلوس ساورا (1932 ــ 2023) الذي رحل هذا العام، أحد أعظم السينمائيين الإسبان، إلى جانب لويس بونويل. حقّق شهرته العالمية تحت حكم فرانكو، ليستحيل نموذجاً على كيفية صناعة السينما السياسية المنشقّة في ظل نظام استبدادي. يوجّه المهرجان تحية إليه من خلال عرض فيلمه «كريا كويرفوس» (1976) حيث تدور الأحداث عشية نهاية ديكتاتورية فرانكو. آنا الطفلة اليتيمة التي تبلغ 8 سنوات، تجد مأوى مع شقيقتيها في منزل عمتهنّ الصارمة. سيبذلن قصارى جهدهن للتأقلم مع الواقع الجديد. عندما طُلب من ساورا توضيح طبيعة معاناة آنا، أجاب: «نعم، هو فيلم حزين. لكن هذا جزء من إيماني بأن الطفولة واحدة من أفظع المراحل في حياة الإنسان. ما أحاول قوله إنه في هذا العمر، ليس لديك أدنى فكرة إلى أين أنت ذاهب. كل ما في الأمر أنّ الناس يأخذونك إلى مكان ما، يقودونك، يسحبونك، وأنت خائف. من أنت أو ماذا ستفعل. إنها مرحلة الحيرة الرهيبة».

Aftersun ــ شارلوت ويلز
27/9 ـ س:18:00 ـ غالاكسي
1/10 ـ س:20:00 ـ غالاكسي

تقدّم الاسكتلندية شارلوت ويلز في «بعد الشمس» عملاً عن البلوغ وصفته بأنّه «سيرة ذاتية عاطفية»

في باكورتها الروائية الطويلة، تقدّم المخرجة الإسكتلندية شارلوت ويلز فيلماً درامياً عن البلوغ وصفته بأنّه «سيرة ذاتية عاطفية». الشريط الذي يؤدي بطولته بول ميسكال وفرانكي كوريو وسيليا رولسون هول، يتتبع قصة فتاة تبلغ 11 عاماً تقضي إجازة مع والدها في منتجع تركي عشية عيد ميلاده الحادي والثلاثين. بعد مرور عشرين عاماً على هذه اللحظة، تستعيد صوفي تلك الفرحة المشتركة والحزن الخاص في العطلة التي قضتها مع والدها. ذكريات حقيقية ومتخيّلة تملأ الفجوات بينما تحاول التوفيق بين الأب الذي تعرفه والرجل الذي لا تعرفه. حظي هذا الفيلم بحفاوة واسعة من النقاد، الذين أشادوا بإخراج ويلز والسيناريو الخاص بها، وأداء كوريو وميسكال.

◄ تحريك

من «نيكولا الصغير: ماذا ننتظر لنكون سعداء؟»

كما في كلّ دورة، يخصص المهرجان حصة لجمهور الصغار، مع فيلمَي تحريك ضمن برمجة هذا العام. يعيش نيكولا طفولة سعيدة ومثيرة، ملؤها الألعاب في ساحة المدرسة والمعارك والصداقات الحميمة. ويجد الصبي طريقه الصغير إلى مشغل مبتكريه جان جاك سيمبي ورينيه غوسيني ويطرح عليهما الأسئلة بطرافة في فيلم «نيكولا الصغير: ماذا ننتظر لنكون سعداء؟» (30/9 ـ س:12:00 ـ غالاكسي). أما فيلم «تيتينا» (1/10 ـ س:12:00 ـ غالاكسي)، فيأخذ المشاهد في مغامرة غير مألوفة برفقة مهندس مناطيد ومستكشف وكلبة لاكتشاف أماكن مجهولة.