بعد أكثر من عام على بدء صراعها مع مجموعة أورام خبيثة، فجّرت الممثلة السوريّة، كندة علوش، أخيراً مفاجأة من العيار الثقيل في بودكاست مع الإعلامية المصرية منى الشاذلي عُرض على يوتيوب. في هذه المقابلة المليئة باللحظات الصادقة والحقيقية، تحدّثت علّوش بالتفصيل عن معركتها المستمرّة مع سرطان الثدي، لتنضم إلى مجموعة من النجمات اللواتي أفصحن في السنوات الأخيرة عمّا تعرّضن له، من بينهنّ إليسا ودينا حايك وأنجلينا جولي وكيت ميدلتون... إمّا في سبيل الحصول على الدعم النفسي الذي يعدّ أساسياً على درب الشفاء، إما للتوعية إزاء الكشف المبكر والاهتمام بالصحة. تطرّقت كندة إلى تحلّيها بالإيمان أثناء رحلة العلاج، مؤكّدةً أنّها كانت في حالة هدوء وسكينة، واختارت ألا تعلن الخبر حينها لأنّها فضلت أن تعيش الحياة بشكل طبيعي، خاصة أنّ ولديها صغيران في السنّ ولا تريد إدخال إحساس المرض على حياتهما.
بطلة مسلسل «أشواك ناعمة» كشفت أنّه بعد تسعة أشهر من ولادة ابنها «كريم»، بدأت تشعر بألم دفعها إلى التوقّف عن الرضاعة الطبيعية. لكن مع استمرار الوجع، خضعت لفحوصات طبية أثبتت وجود أكثر من ورم خبيث تشكّل عقدة متشعبة لا يمكن استئصالها قبل الخضوع للعلاج الكيمياوي للحدّ من حجمها.
تزامنت العملية الجراحية مع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة التي أثّرت كثيراً على حالتها النفسية، ما أوصلها إلى حالة أشبه بالاكتئاب لمدّة. هنا، تدخّل زوجها الممثل المصري عمرو يوسف مؤكداً أنّه لن يسمح لها بالانغماس في ما يحدث إلى هذه الدرجة لأنّ صحّتها النفسية حجر أساس في رحلة التعافي.
غير أنّ الأمور لم تقف عند هذا الحدّ، إذ تعرّضت كندة لـ «كسرة حقيقية»، حين علمت بإصابة والدتها بالمرض نفسه بعد شهر واحد من اكتشاف مرضها.

في عزّ هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، تلقّت علوش دعماً كبيراً من القلائل الذين قرّرت إخبارهم بحالتها، وعلى رأسهم زوجها الذي كان يحرص باستمرار على حضور جلسات العلاج الكيماوي معها.
وفي حديثها مع الشاذلي، كشفت بطلة فيلم «نزوح» أنّ من بين هؤلاء لاعب فريق «ليفربول» الإنكليزي لكرة القدم، المصري محمد صلاح: «علم بمرضي من أحدهم، فحصل على رقم عمرو واطمأن عليّ من خلاله». وأضافت: «قال له إنّ منزله في لندن مفتوح لنا في أي لحظة لو أردنا الذهاب لمراجعة الأطباء، وعرض إرسال نتائج فحوصاتي إلى أطباء في العاصمة البريطانية».
اليوم، تبدو كندة بحاجة إلى الكثير من هذه المساندة لأنّ رحلة علاجها لم تنتهِ، الأمر الذي دفعها إلى الكشف عمّا يحدث في هذا التوقيت. وشدّدت في لقائها المصوّر إلى أنّها تحتاج إلى أدعية المحبّين من جمهورها الذي شكل الخبر صدمة كبيرة بالنسبة إليه. لكن ربّما ما بدا لافتاً بالنسبة إلى هؤلاء وإلى كلّ مَن شاهد الحوار هو القوة والصلابة اللذين أظهرتهما كندة علوش.