بينما انطلقت حملة «بيبسي» الجديدة، مساء السبت الماضي بمشاركة ثمانية مشاهير عرب وأجانب تحت عنوان «خليك عطشان»، ترافقت مع انتقادات حادة من الجمهور المتعاطف مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لإبادة على مرأى من العالم وصمته منذ أكثر من سبعة أشهر، وُلدت حملة مضادة بعنوان «خليك مقاطع» دعماً لنجوم أعلنوا بشكل غير مباشر أنّهم اعتذروا عن المشاركة في حملة شركة المشروبات الغازية الشهيرة.تصدّر مغني الراب المصري أحمد علي الشهير بـ «ويجز» قائمة هؤلاء الفنانين، احتراماً لحملات المقاطعة. موقف «ويجز» جاء متسقاً مع مبادئه الوطنية التي عبّر عنها بوضوح في مقابلة تلفزيونية سابقة، أكّد فيها أنّه من أوائل المشاركين في دعوات المقاطعة للمنتجات والمحلات التجارية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي. وأوضح: «أنا عمري ما هاكل ولا هشرب أي شيء له علاقة بهذا الكيان، لأن في الأول والآخر أنا فلوسي اللي بَنت الإمبراطورية دي، وفلوسك بتتبعت علشان تشارك في حرب غير عادلة وغير آدمية، وكل أشكال التعاطف مع الشعب الفلسطيني ليست كفاية».
لم يفوّت الرابر البالغ 26 عاماً فرصة منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي لدعم القضية الفلسطينية، سواء عبر منشورات افتراضية مندّدة بالاحتلال، أو في حفلاته التي يهتف فيها بحرية فلسطين والتبرّع بجزء من أرباحها لجهود الإغاثة هناك. حتى أنّه شارك أثناء جولته الغنائية في الولايات المتحدة وكندا في التظاهرات المساندة لفلسطينيين، فضلاً عن تقديمه أعمالاً لدعم قضايا اللاجئين.
علماً أنّ «ويجز» الذي أدرجته مجلة «فوربس» ضمن قائمتها لنجوم الموسيقى العرب في عام 2021، سبق أن شارك في حملات إعلانية سابقة لمصلحة «بيبسي».
الغريب في الأمر أنّ موقف المغني الشاب لم يعجب الشاعر الغنائي المصري خالد تاج الدين الذي هاجمه على فايسبوك، ودافع عن المشاركين في الإعلان، من بينهم النجم عمرو دياب. ومن المعلوم أنّ تاج الدين أحد الشعراء المقرّبين حالياً من رئيس «الهيئة العامة للترفيه» السعودية تركي آل الشيخ.



وجّه تاج الدين لـ «ويجز» اتهاماً بـ «المتاجرة» بالقضية الفلسطينية، و«تمويل حملات على السوشيال ميديا لركوب الترند بسبب عدم نجاح أعماله خلال الأعوام الثلاثة الماضية»، مستبعداً أن تكون «بيبسي» قد تواصلت معه أساساً.
وأرجع الشاعر الغنائي مشاركة نجوم الفن والرياضة في إعلان «بيبسي» إلى العقود الملزمة بين الأطراف، والشروط الجزائية التي تقدّر بملايين الدولارات.
من جانبه، لم يعلق صاحب أغنية «البخت»، مكتفياً بنشر فيديوات عبر خاصية الـ «ستوري» على صفحته على إنستغرام توثّق المجازر المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين في رفح.
لم يكن «ويجز» وحيداً، بل شاركته الموقف نفسه دنيا سمير غانم التي تحضّر حالياً لفيلم جديد يحمل اسم «روكي الغلابة». قرّرت الفنانة المصرية أن تكون «روكي» في موقفها الوطني، معلنةً رفضها هي الأخرى المشاركة في إعلان «بيبسي»، وفق تصريحات مصدر مقرّب منها لوسائل إعلام مصرية.
ومن بين الأسماء التي تردّد أنّها اتخذت الموقف نفسه، الفنان المصري أحمد مكي الذي سبق أن كان وجهاً إعلانياً للشركة نفسها عام 2009، ولكنه لم ينفِ أو يؤكد الأمر.
في السياق نفسه، وفي الوقت الذي تعرّض فيه نادي «الأهلي» المصري لكرة القدم، لانتقادات من جماهيره بسبب استمرار عقد الرعاية مع شركة «كوكاكولا» المدرجة هي الأخرى ضمن شركات المقاطعة. هكذا، رفض المشجعّون التجاوب مع فقرة الفنان المطبّع محمد رمضان الغنائية في نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم أمام «الترجي التونسي» هاتفين لفلسطين. كما أداروا ظهورهم له على طريقة «حنظلة».
من ناحيته، أعلن نجم نادي «الزمالك» المصري، أحمد مصطفى زيزو، إنّه لم يوقع أي عقود إعلانية لمصلحة إحدى شركات مشروبات الطاقة، حتى الآن، مؤكداً أنّه في حال ثبت أنّ الشركة مدرجة ضمن قوائم المقاطعة فمن «المستحيل» أن يعمل معها. واقترح قائد الفريق الأبيض، محمود عبد الرازق شيكالا، تخصيص إيرادات مباراة «الأهلي» و«الزمالك» المقبلة لأهالي غزة.