بعد فترة من الضياع في الدراما المشتركة، عادت سلافة معمار إلى مكانها الطبيعي في المسلسلات السورية. منذ المشهد الأول من مسلسل «ولاد بديعة» (كتابة علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج رشا شربتجي/«شاهد» و «mbc دراما»)، يلتمس المشاهد رجوع النجمة إلى ساحتها، وينجذبها إلى كاراكتير صمّم ونفّذ بدقة. كأنّ سلافة خلعت عنها جميع الشخصيات الساذجة التي جرّبت فيها حظّها بعيداً الدراما السورية، وغيّرت جلدها إلى دور خليط بين المآسي والطمع. تطلّ الممثلة السورية بدور سكّر، وهي فتاة قلّبها الزمان على ناره حتى إنتهى منها. عانت طفولة قاسية بسبب التشرّد مع والدتها بديعة (إمارات رزق)، حتى وصلت بها الحال إلى إدارة ملهى ليلي وحضن زوج طمّاع. لكن القصة لن تتوقف عند هذا الحدّ فحسب. بل تدور الحكاية أيضاً حول علاقة سكّر مع أشقائها الثلاثة الذين يتصارعون على ورثة الدباغة وينتقمون من بعضهم البعض إنتقام الأعداء.
رجوع سلافة إلى الدراما السورية، سبقته تجارب مشتركة عادية وساذجة، آخرها دور الطبيبة أسيل في مسلسل «الخائن» الذي إختتم أخيراً على شبكة mbc إلى جانب مواطنيها قيس الشيخ نجيب ومرام علي. مسلسل يدور حول الخيانة الزوجية، فكانت سلافة تفتعل المشاهد فخرجت خالية من الاحساس. لكن الوضع مع سكّر كان مختلفاً بل علامة فارقة بين الشخصيات الرمضانية. تفنّنت سلافة في تفصيل أدوات سكّر التمثيلية. طريقة تنقلها على مهل، وحركات عينيها، كلّها أدوات سخرتها النجمة السورية لبطولة ناجحة. تتقن الشرّ، وكأنه مجبول فيها. لا تعرف شقيقاً من عدو. لا تغرّك سكّر بالشعر الأحمر ولا المكياج القوي، بل تعود في لحظة إلى إبنة شارع يُحسب لها ألف حساب.
لم يكن نجاح سكّر مفاجئاً، بل هو نتيجة تعاون طويل بين النجمة السورية والمخرجة رشا شربتجي، ذكّرنا بشخصيات سلافة التي صنعت شهرتها وأخرجتها شربجتي وأبرزها مسلسلا «زمن العار» (تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير) و«تخت شرقي» (كتابة يم مشهدي) وغيرهما.
.......
«ولاد بديعة» يومياً على «mbc دراما» 13:00 بتوقيت بيروت