وضع السيناريست هشام عبية، يده على جرح عميق هو تأجير الأرحام. تلك القضية حوّلها الكاتب المصري إلى مادة درامية رمضانية نفّذت بحرفية، فخرج بمسلسل «صلة رحم» (تأليف محمد هشام عبية وإخراج تامر نادي/إنتاج «صبّاح إخوان»/«mbc مصر» «شاهد») الذي جمع على قائمة ابطاله اياد نصار ويسرا اللوزي وغيرهما. يضيء العمل على حياة الزوجين الطبيبين حسام (إياد نصار) وليلى (يسرا اللوزي) اللذين ينتظران طفلهما الأول بعد صعوبات في الحمل. خلال هذه الفترة، تعود جيهان (ريام كفارنة) حبيبة حسام السابقة إلى الواجهة، ويقرر الثنائي أن يلتقيا لاستعادة ذكرياتهما معاً. لكن تشاء الظروف أن يتحوّل اللقاء إلى ذكرى حزينة. إذ تتعرّض ليلى لنزيف فيضطر حسام إلى ترك حبيبته السابقة والتوجّه نحو زوجته، وخلال نقلها الى المستشفى، يتعرّض الزوجان لحادث سير يؤدي إلى خسارة الجنين وإستئصال رحم ليلى. ينطلق الزوج في البحث عن حلّ لمشكلته، فيقرّر اللجوء إلى تأجير الأرحام.
منذ حلقاته الأولى، قدّم «صلة رحم» محتوى درامياً جذاباً ومثيراً للجدل. يقلّب صفحات ملف تأجير الأرحام، وما يدور حوله من تساؤلات دينية وإجتماعية. كما يلقي الضوء على مشاعر الزوج بالانكسار والشعور بالذنب بأنه كان السبب في حرمان زوجته من الأمومة.
يأخذ «صلة رحم» المشاهدين إلى الخطوط الحمر في المجتمعات العربية، وتأرجح المجتمع بين التجارة والاستغلال والتردّد جراء الأمور الدينية.
في هذا السياق، تليق الأدوار الرومانسية المعقّدة بالممثل إياد نصار. صحيح أن الدور لازمه فترة في مجموعة أعمال أبرزها مسلسل «موجة حارة» (تأليف: مريم نعوم وإخراج محمد ياسين/2013)، ولكن في كل مرّة يعيد الممثل الاردني إبراز مقوّماته التمثيلية بحنكة وبراعة.
لعلّ أبرز مقومات مسلسل «صلة رحم» أنه يتألف من 15 حلقة فقط، كي لا يغرق في فخّ التكرار وتطويل المشاهد. عمل يضع اصبعه على جرح الكثير من الفتيات اللواتي حرمن لأسباب عدة من الانجاب. يعوّل المشاهد على توالي التشويق في الحلقات، وعدم وضوعها في الشطط أو الملل
..........
«صلة رحم» يومياً س: 23:00 بتوقيت لبنان على «mbc مصر» ـــ «شاهد»