زينة حداد....
كانت سيرة فضل شاكر المليئة بالمواقف المتناقضة التي لا تشبه أغانيه الرومانسية. فقد أعلن المغني اللبناني «توبته» عام 2012، ووقوفه الى جانب «الثورة» السورية، وإلتحق بصفوف الشيخ الارهابي أحمد الاسير. بعدها انخرط في المعارك القتالية في أحداث عبرا في صيدا (جنبو لبنان) عام 2013، التي أدت إلى إستشهاد عدد من عناصر الجيش اللبناني. لكن بعد فشل تلك الثورة وإلقاء القبض على الاسير، حاول شاكر العودة إلى الفن عام 2018 طارحاً مجموعة من أغانيه. سُجّلت تلك الأعمال في مخيم عين الحلوة (صيدا) حيث يختبئ، ويظهر في مقابلات بين فترة وأخرى. لكن رغم إصرار الفنان التائب على تلميع صورته محاولاً استرجاع شعبيته التي عرفها بفضل أغانيه الرومانسية، بقيت صورة فضل الارهابية عالقة في ذهن اللبنانيين. ولم ينفذ الحكم الذي أصدرته بحقّه «المحكمة العسكرية» عام 2020 والذي قضى بسجنه 22 عاماً مع الاشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية بتهمة «التدخّل في أعمال الإرهاب».
في هذا السياق، تردّدت في الأعوام الماضية أخبار عن وساطة قطرية لتلميع صورة شاكر، وختم ملفه في القضاء اللبناني. لكن تلك الوساطات لم تنفع، بسبب إصرار الاطراف السياسية اللبنانية على إنزال أشد العقوبة بحق شاكر وجماعته. بعد فشل مفاوضات قطر، يبدو أنّ السعودية تحاول إعادة شاكر إلى الواجهة، وهذه المرّة من خلال وثائقي يتطرق الى مراحل حياته الفنية.
في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أن المنتج رودولف جبر صاحب شركة 2Pure، وقّع عقد عمل مع شبكة mbc وتطبيق «شاهد»، لعرض وثائقي عن حياة شاكر. يصوّر العمل في تركيا، بعدما وجد المنتج اللبناني صعوبة في تصويره في بيروت ولم يحصل على التصريحات اللازمة. وتوضح المعلومات أنّ المشروع تحيطه السرية التامة من ناحية الابطال والسيناريو الذي تمت كتابته. ولكن المؤكد أنه سيركز على موهبة فضل في الغناء في بداياته الفنية، وتلميع صورته بعيداً عن مشاركته في أحداث عبرا. على أن يعرض على «شاهد» خلال الاشهر القليلة المقبلة وتسبقه حملة إعلانية للترويج له.
يذكر أن شركة 2Pure، دخلت عالم الانتاج حديثاً، وعرض تطبيق «شاهد» عام 2021 مسلسل «مسيرتي» (ﺇﺧﺮاﺝ دافيد أوريان) الذي تألف من 8 حلقات وتطرق الى حياة الفنان جورج وسوف. كان العمل باهتاً، ولم يحقق نسب مشاهدة عالية مقارنة بالشعبية التي يتمتع بها الفنان السوري (الأخبار 15/12/2021).