مهما كان العمل ضعيفاً أو مصاباً بخلل ما، تستطيع منى واصف تمويهه بحضورها. رغم كلّ الملاحظات التي تدور حول مسلسل «وأخيراً» (إخراج أسامة الناصر وإنتاج شركة «صبّاح إخوان»/«شاهد» و«mbc مصر») الذي يجمع نادين نجيم وقصي خولي وغيرهما، لا يمكن إلّا توجيه التحية إلى الفنانة السورية المخضرمة.تلعب واصف دور أم «ياقوت» (قصي خولي)، الشاب الذي يعشق «خيال» (نادين نجيم). بداية، ترفض الأم هذه العلاقة، قبل أن تلين. تتصاعد أحداث المسلسل بعد أن تخسر أم ياقوت إبنتها خلال عملية خطف. وفي المساء نفسه، تفقد إبنتها الثانية جنينها. كلّ هذه الكوارث تتوالى على كاهل أم ياقوت. تعيش لحظة الفقد بكل تفاصيلها، وتعبّر عنها حتى بملامح وجهها.
أطلت «السنديانة الدمشقية» مجدداً كأمّ، الدور الذي يُلصق بها منذ فترة طويلة. وفي كل مرة تقدّمه، تستطيع أن تبدّله وتلوّنه بملامح بكل ما أوتيت من أدوات.
في سجّل واصف عشرات أدوار الأمومة، لكنّها لا تكرّر نفسها أبداً. فهي «أم جبل» القاسية في «الهيبة» (ورشة كتاب وإخراج سامر البرقاوي وإنتاج «صبّاح إخوان»)، وهي الحنونة والصلبة في «وأخيراً». مع تقدّم العمر، تشبه منى واصف الجوهرة التي تزيد بريقاً كلّما مرّ الوقت. ذات مرّة، كشفت أنّها تقف أمام المرآة صباح كل يوم لتحدّث نفسها عن العمر والجمال والتجاعيد. منى واصف كلّ التحيّة.