أمس الخميس، بدأت وزارة الثقافة في تونس نقل الأرشيف السينمائي من مخابر ضاحية قمرت شمال العاصمة إلى المكتبة الوطنية بعد تهيئة أربع طبقات ستحتضن الأرشيف الذي يضمّ أفلاماً تسجيلية وروائية ووثائق مصوّرة قبل تأسيس التلفزة التونسية عام 1966 ويضم هذا الأرشيف وثائق نادرة عن تاريخ البلاد كانت في طريقها إلى الاندثار، على أن تتم رقمنته وإتاحته للباحثين بعد سنوات من الإهمال.الجزء الأوّل من الأرشيف الذي تم نقله أمس بمساعدة من الجيش يحتوي على ألف شريط «نيغاتيف» تعود إلى بداية استقلال البلاد بين عامَي 1956و1965.
وبحسب بيان لوزارة الثقافة، ستتواصل عملية نقل الأرشيف بمعدل 500 مادة فيلمية أسبوعياً، إلى أن تنتهي بإتاحة حوالى 30 ألف علبة ستكون في الأرشيف الوطني السينمائي الذي قررت الوزارة إحداثه في مقر المكتبة الوطنية وسط العاصمة.
ومنذ سنوات، طالب السينمائيون التونسيون بضرورة حفظ الأرشيف السمعي البصري وإنقاذه من الاندثار بسبب الظروف التي كان محفوظاً فيها والتي لا تراعي الشروط التقنية ووعد أكثر من وزير بتحقيق هذا المطلب الذي لا يتعلق بتاريخ السينما فقط بل بتاريخ تونس وذاكرتها وبعد زيارة الوزيرة حياة القرمازي إلى مخابر قمرت بمناسبة الإعلان عن احتفالية مئوية السينما التونسية تم اتخاذ قرار نقل الأرشيف والبدء في تبويبه ورقمنته.
يذكر أنّ تونس تحتفل هذا العام بقرن على أوّل فيلم تونسي، على أن تتوزّع هذه الاحتفالية بين مختلف المحافظات مع إحياء ذكرى ألبير سمامة شكلي، أوّل مخرج تونسي يقدّم شريطاً قصيراً بعنوان «زهرة» قبل مئة عام.