كشفت شكران مرتجى أنّه كانت لديها وديعة صغيرة في أحد المصارف اللبنانية ولم تستطع تحصيلها. وقالت الفنانة السورية في إحدى المقابلات أخيراً: «كان لدي مبلغ بسيط في البنك. وراح شكراً كتير». ليست شكران وحدها من وقعت ضحية أزمة المصارف اللبنانية التي تحتجز الودائع منذ ثلاثة أعوام، بل كذلك الحال بالنسبة إلى تيم حسن. خلال العرض الخاص لفيلم «الهيبة» أمس في بيروت، طلب النجم السوري المساعدة من أجل تحصيل ولو جزء صغير من وديعته في المصارف اللبنانية، فأتاه الردّ من أحدهم: «إنت جبل، وفيك تقتحم المصارف»!. لم يعد ينقص «صبّاح إخوان» سوى تقديم أعمال تروي لنا يوميات «جبل» (تيم حسن) بالتفصيل المملّ. فقد أصيبت الشركة بتخمة إنتاجات تدور حول هذه الشخصية الشهيرة. بداية، أنتجت «الصبّاح» التي يديرها صادق الصباح، خمسة أجزاء من مسلسل «الهيبة» (ورشة كتّاب وإخراج سامر البرقاوي)، ثم عرضت أخيراً على تطبيق «شاهد» فيلماً وثائقياً عن العمل الدرامي، قبل أن تكشف أمس النقاب عن فيلم «الهيبة» (إخراج سامر البرقاوي) الذي يجمع تيم حسن ومنى واصف وسعيد سرحان ورفيق علي أحمد وزينة مكي وغيرهم. هذه المبالغة بالأعمال التي تدور حول القوى الخارقة التي يتمتع بها «جبل»، باتت مملّة مع تحوّل «الهيبة» إلى ما يشبه علامة تجارية يتم تسويقها على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.
صحيح أنّ القائمين على الفيلم يدافعون عنه معتبرين أنّه «مختلف» عن الأحداث الدرامية لسلسلة «الهيبة»، لكن بعد عرضه يتضح أنّ الشريط ليس إلّا استعراضاً لعضلات «جبل»، قائماً على نبش الأموات من القبور. ينطلق المشروع بعودة «الختيار» (رفيق علي أحمد) من القبر. بعد مرور 17 عاماً، يكتشف «جبل» أنّ «الختيار» لم يمت بل دفن شخص آخر مكانه. هنا، لا بأس ببعض الأكشن والأحداث المتخيّلة. فصناع «الهيبة» متخصصون في إعادة الأموات إلى الحياة والتنقّل بين الماضي والمستقبل.
بعد عودة «الختيار»، يقرّر جبل السفر إلى تركيا لاستدراجه إلى قريته «الهيبة» وقتله بعدما فشل في ذلك قبل 17 عاماً. على طريقة الأفلام التركية، خرج «الهيبة» بمناظر خلابة لمنازل ومحميات طبيعية تروّج للسياحة في هذا البلد. إنّه أشبه بشريط ترويجي لـ «جبل» ويفتح شهية المشاهدين على زيارة اسطنبول.
لم يضف «تيم» شيئاً على أدائه للشخصية. أما منى واصف، فتكتفي بمشاهد لا يتخطّى عددها أصابع اليد الواحدة، محافظةً على دور الأم الجبّارة التي لا تهتزّ. أما رفيق علي أحمد بشخصية المافاوي المتلوّن، فيطلّ بأداء عادي كأنّه اختبار لتحدّثه التركية والإنكليزية والعربية.
بالطبع لم ينس القائمون على المشروع إضافة بعض البهارات السياسية التي أصبحت مادة ضرورية لإثارة الجدل. في تركيا حيث تدور الأحداث، يمرّ العمل على قضية اللاجئين السوريين ولكن بشكل سطحي من خلال تصوير بعض الأماكن الفقيرة التي يقطنها هؤلاء، كما أنّ هناك حواراً مع تنظيم «داعش» الإرهابي.