أعلن «مجلس البيئة» و«بيروت دي سي» عن إقامة الدورة الرابعة من مهرجان «ريف ــ أيام بيئية وسينمائية»، بين 1 و4 أيلول (سبتمبر) 2022 في القبيات (عكار ــ شمال لبنان). تحت عنوان «ريف صفر نفايات»، تجتمع مختلف القوى لتحقيق هذه المهمة وللبحث في مسائل نراها ملحّة كموضوع الأشجار وسبل التضامن، خصوصاً في ظلّ الظروف الحالية الصعبة.بعد مرور عام على تنظيم دورة ثالثة استثنائية من «ريف» بينما كانت عكار تعاني من حرائق مدمّرة، قال المنظمون في بيان: «نشعر بضرورة المثابرة بالالتزام، فنحن ما زلنا قلقون بشأن وضع أشجارنا في لبنان، التي تهدّد باستمرار بسبب خطر الحرائق كما القطع العشوائي». وأضافوا: «إنّنا على قناعة بأنّ الحفاظ على الغابات وأنواع الأشجار يمكنه محاربة تغيّر المناخ وحماية التنوع البيولوجي. لذلك نريد أن نقوم بالتوعية للحفاظ على أشجار عكار وجميع أشجار لبنان من خلال ترميم العلاقة السليمة بين الناس والغابات وإعادة إحياء العلاقة القديمة التي ربطت الناس بالغابة طيلة القرون الماضية».
 اختار «ريف 4» حيوان الضبع كرمز لنسخة 2022. فـ «الضبع المرقط هو حيوان لبناني بامتياز، وهو يعتبر ثروة بيئية لأنه يساهم في جعل الغابة +خالية من النفايات+ من خلال تنظيفها من الحيوانات الميّتة. لكن وللأسف، تلاحق الضبع سمعة خاطئة بأنه يهاجم البشر. ما يجعل قتل الضباع أمر يتزايد، وهذا الفعل الإجرامي يهدّد وجودها ويسرّع انقراضها. في الواقع يخاف الضبع اللبناني من الإنسان ويهرب منه». ويودّ «ريف» تسليط الضوء على «حسنات هذا الحيوان ريثما هذا يساعد للحفاظ عليه».
 أما البرنامج، فيضمّ مروحة واسعة من الأنشطة وورش العمل والأفلام لمناقشة هذه المواضيع وزيادة الوعي، فضلاً عن برنامج أفلام خاص على موقع aflamuna.online.
وخلال أيام المهرجان الأربعة، تنظّم كل صباح جولات عدّة في القبيات ومناطق مجاورة لتعريف الزائرين على أشجار عكار المختلفة، كالشوح والأرز واللزّاب والقطلب وغيرها.
وستُعرض أفلام محلية ودولية تسلّط الضوء على موضوع الأشجار وتصوّرها على أنها أبطال من كوكبنا، فيما ستُقام مسابقة الأفلام القصيرة تحت شعار «التضامن». في هذا الإطار، تم اختيار تسعة أفلام لبنانية وسورية قصيرة.
قائمة الأفلام المختارة تشمل «شجرة السنديان» لميشيل سيدو ولوران شاربونييه، «كوستا برافا لبنان» لمنية عقل، «الغريب» لأمير فخر الدين، «الحياة السرية للأشجار» ليورغ أدولف ويان هفت، «الإقليم» لأليكس ريتز، «ترويض الحديقة» لسالومي جاشي، «مياه باستازا» لإيناس ألفيس، «ثم حلّ الظلام» لماري روز أسطا و«جاكوب والكلاب المتكلّمة» لإدموندز جانسون.
وتتألف لجنة التحكيم من الممثلة اللبنانية كريستين شويري والمخرجة المصرية أمل رمسيس والمنتج الإسباني فيليبي لاج كورو. سيمنح هؤلاء جائزتين للمتنافسين، على أن يمنح الجمهور الجائزة الثالثة.
 وفي سياق تشجيع المبدعين المحلّيين على سرد قصصهم و التعبير عن أفكارهم حول القضايا البيئية والريفية المهمة، هناك ورشة تدريب على التحريك للمراهقين و الشباب حول الأشجار مع المخرج فادي سرياني. كما ستُقام ورشة تدريب على إنجاز أفلام مدّتها دقيقة واحدة بقيادة المخرجة أمل رمسيس تتوجه إلى نساء عكار من جميع الأعمار والخلفيات وتشجيعهن على استعمال السينما للتعبير عن أفكارهن. 
وقبل انطلاق «ريف» وتحت إشراف المهندس والناشط البيئي زياد أبي شاكر، يبدأ تدريب يهدف إلى نشر ثقافة «صفر نفايات» وتنفيذها مباشرة ضمن هيكلية المهرجان.
وللمرّة الأولى في لبنان، سيقام يوم لسرديات البيئة، يجمع بين مبدعين وخبراء البيئة للتفكير معاً حول كيفية توظيف السينما في تغيير السردية حول أزمة المناخ.
وبما أنّ للموسيقى أيضاً مكانة خاصة في «ريف»، فسيكون الجمهور على موعد مع كورال «الفيحاء» الذي سيحيي ليلة مميزة خلال الحدث الشمالي.
 علماً بأنّه خلال شهر أيلول ستقدّم «أفلامنا» أعمال سينمائية عربية التي تدور حول موضوع «التضامن»، وهي: «الجمعيّة» لريم صالح، «تأتون من بعيد» لأمل رمسيس، «بمشي وبعدّ» لسينتيا شقير، «المطلوبون الـ 18» لعامر شمالي و«يوم الدين» لأبو بكر شوقي. هذا بالإضافة لمسابقة الأفلام القصيرة التي ستكون متاحة للتصويت العام.