«إنّها نشرة أخبار سياسيّة مع القليل من الجمال». بهذه العبارة، وصف أحدهم سهرة انتخاب «ملكة جمال لبنان» لعام 2022 التي نظّمتها رولا سعد (فانيلا برودكشن)، أمس الأحد وعرضتها قناة lbci. ومن حسن حظّ منظمي المسابقة الجمالية أنّها عُرضت بعد نشرة الأخبار المسائية، على اعتبار أنّ الجمهور اللبناني كان مشغولاً خلال فترة ما بعد الظهر بالمباراة النهائية لبطولة آسيا الثلاثين لكرة السلّة، التي حبست الأنفاس ووصل إليها المنتخب اللبناني للمرة الرابعة في تاريخه، قبل أن يخسرها بفارق نقطتين فقط أمام العملاق الأسترالي.هكذا، تنفّست lbci الصعداء مساءً، ونقلت الحفلة التي تعود بعد غياب ثلاث سنوات إثر الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية التي ترزح تحتها البلاد. لكن الغياب القسري لم يُنتج عنه تأنٍّ في الخيارات. فالمستوى الثقافي لدى المشتركات في أدنى درجاته، أما اللغة العربية فحدّث ولا حرج. الفارق الوحيد بين ما شاهدناه أمس وما كان يُعرض على الشاشة قبل سنوات هو طغيان الكلام السياسي الإنشائي والكليشيهات على الحدث الجمالي. شعارات فضفاضة تفجّرت تجاه لبنان، إذ راحت المتسابقات يتنافسن على عبارات الغزل ببلدهن. من كورونا إلى أزمة الرغيف والمشكلات الاقتصادية الخانقة وانفجار مرفأ بيروت... كلّها أحداث عرّجت عليها السهرة ضمن قالب إنشائي ركيك، حتى أنّ بعض أجوبة المشتركات الـ 17، كانت محطّ سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. كتلك التي قالت إنّها جاءت من ميلانو للمشاركة، لأنّ المدينة الإيطالية تفتقر إلى البحر. فعادت من الغربة من أجل بحر صيدا (جنوب لبنان)، قبل أن يحين موعد أخرى أكّدت أنّها تشجّع الزواج المدني الاختياري لأنّه «يعزز الميزانية المصرفية»!.
الانتقادات انصبّت أيضاً على الجائزة المالية التي رُصدت للفتاة المتوّجة، وهي عبارة عن مئة ألف دولار أميركي نقداً، في وقت تفتقر شريحة واسعة من اللبنانيين إلى أدنى مقوّمات الحياة.
لكن على الرغم من ذلك، نجح الحدث في تلطيف الأجواء، لتتسلّم في نهايته ياسمينا زيتون (20 عاماً) تاج الجمال اللبناني من مايا رعيدي التي انتُخبت عام 2018.
تتحدّر زيتون من بلدة كفرشوبا في جنوب البلاد، وهي تدرس الصحافة ويبلغ طولها 167 سنتيمتراً ووزنها 51 كيلوغراماً. وإلى جانب الجائزة المالية، ستمثّل لبنان في مسابقتي ملكة جمال العالم وملكة جمال الكون.
وحلّت مايا أبو الحسن وصيفة أولى، وجاسينتا راشد وصيفة ثانية، ولارا هراوي وصيفة ثالثة، فيما جاءت الخلاسية دلال حب الله وصيفة رابعة.
أتى ذلك بعدما تنافست 17 مشتركة للفوز بلقب المسابقة التي رعتها وزارة السياحة تحت شعار «اشتقنا للبنان»، ونقلتها lbci مباشرة من «فوروم دو بيروت».
أما لجنة التحكيم، فتألّفت من الموسيقي ميشال فاضل، و«المؤثّرة» على الشبكات الاجتماعية كارن وازن، والمديرة العامة لجريدة «النهار» وموقع «النهار العربي» نايلة تويني، والمنتج محمد يحيى، ومخرج «مسرح كركلا» إيفان كركلا، ومقدمة البرامج هيلدا خليفة، وملكة جمال لبنان للعام 1993 سمايا شدراوي، وملكة جمال العالم الحالية البولنديّة كارولينا بيلافسكا التي حلّت محلها رئيسة مجلس إدارة الهيئة المنظّمة لمسابقة ملكة جمال العالم جوليا مورلي بسبب عارض صحي.
علماً بأنّ النجمة اللبنانية نانسي عجرم أحيت الحفلة التي تخلّلتها لوحات راقصة، فيما تولّت الممثلة والمذيعة إيمّيه صيّاح تقديمها.