لم يستطع البيان الصحافي الذي أصدرته «نقابة المهن الموسيقية المصرية» أمس، أن يطفئ نار الحرب التي إندلعت على صفحات السوشال ميديا بعد انتشار خبر اختفاء المغنية آمال ماهر. فقد خرج بيان النقابة ضعيفاً ومقتضباً بحقّ فنانة مجهولة المصير، وأكدت النقابة أنها «تواصلت مع آمال»، مشيرة الى أنّ المغنية «تعيش حياة هادئة وسط عائلتها». إختتمت النقابة التي يرأسها هاني شاكر بيانها القصير، طالبة من جمهور ومحبي آمال «عدم الانجرار وراء الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي». بيان النقابة زاد الطين بلّة، وأشعل نار التعليقات على صفحات السوشال ميديا، بدل أن يعمل على إخمادها. وراحت التساؤلات تشكّك في مصير المغنية المختفية عن الأضواء منذ أيام، وسط كلام عن تعرّضها للسجن والضرب من قبل جهات لم يُعلن عنها، مرجّحةً أن يكون طليقها مستشار ولي العهد السعودي تركي آل الشيخ وراء تلك العملية. حتى وصل الأمر إلى إنتشار خبر تدهور وضعها الصحي ومنعها من تناول الطعام.
في هذا السياق، بدأت حكاية إختفاء ماهر قبل أيام قليلة، بعدما إنتشر وسما «آمال ماهر في خطر» و «آمال ماهر فين»، اللذان كشفا المستور في تلك القضية. ورغم عدم التأكّد من صحة إختفاء المغنية، إلا أن ما زاد الطين بلة هو الصمت الذي تلتزمه ماهر على صفحاتها الافتراضية. ورغم مطالبات محبّيها بخروجها بتعليق أو بثّ مباشر لنفي الخبر، إلا أنها لم تستجب لأيّ دعوة بعد.
كما كان لافتاً غياب دعم الفنانين المصريين لزميلتهم. لكن موقف الفنانين المصريين ليس جديداً عليهم، بل بات أمراً «عادياً» في ظل الانبطاح الذي يمارسه أولئك النجوم إتجاه آل الشيخ الذي يستحوذ على الأنشطة الفنية في المملكة. فقبل أشهر، تعرّض محمد صبحي لحملة هجوم من قبل «أبو ناصر» بعدما رفض الفنان المصري تقديم مسرحيته «خيبتنا» ضمن فعاليات «موسم الرياض»، ليشنّ المستشار السعودي لاحقاً، حرباً على النجم المعروف، متوعّداً إياه بعدم المشاركة في أيّ أعمال في المملكة. واجه صبحي تلك الحملة وحيداً، حتى أن «نقابة المهن الموسيقية» بدل أن تصدر بياناً تعلن فيه وقوفها الى جانب الفنان، ذكّرت في بيان أنها «تابعت بكل إعجاب التطور الهائل في الحياة الفنية والثقافية في المملكة، وما له من أثر كبير في خدمة الإبداع والفن العربي».
على الضفة نفسها، لم تكن هذه الازمة التي تتعرض لها آمال حالياً هي الوحيدة التي واجهتها في السنوات الماضية، بل كانت حياتها الشخصية والعاطفية عرضة لمطبّات طفت على السطح على صفحاتها على السوشال ميديا.
في العام 2017، قرر مستشار ولي العهد السعودي تركي آل الشيخ إيقاف برنامج «Et بالعربي» الذي عرضته شبكة mbc، لأن العمل التلفزيوني الفني قد أتى على ذكر زواج «أبو ناصر» من آمال. بين ليلة وضحاها، وجد فريق العمل نفسه في الشارع وغاب عن الشاشة بشكل كلي. يومها، كانت الأنظار موجهة نحو الثنائي، قبل أن يتخذا لاحقاً من صفحاتهما على السوشال ميديا مكاناً لإعلان الحرب بينهما علانية.
لم تمرّ أسابيع على بثّ «Et بالعربي» خبر زواج النجمة من المستشار السعودي، حتى أعلنت ماهر عن تعرّضها للضرب من قبل آل الشيخ أمام منزلها في منطقة المعادي في القاهرة، محرّرة محضراً ضدّه. ثم راحت بعد فترة تغرّد على صفحاتها على السوشال ميديا عن تعرّضها وتعرّض أهلها لحرب شديدة، وصلت إلى حدّ إغلاق الاستديو الخاص بها وإقفال صيدلية شقيقتها، إضافة إلى تعرضها لتهديدات وشتائم على هاتفها وهواتف عائلتها، وتساءلت إلى متى سيظلون صامتين إزاء ما يتعرضون له.