بكبسة زرّ، يحوّل فادي صبيح أيّ دور صغير إلى اساسي. يوظّف فيه خبرته، ويدرس ملامح الوجه وحركات الجسد لتجسيد الشخصية. لكن هذه المرة، لم يكن صبيح الطبّاخ الوحيد الذي يدير اللعبة، بل أيضاً شكران مرتجى التي أدارت فنون اللعبة بينهما. اطل الثنائي في مسلسل «مع وقف التنفيذ» (تأليف علي وجيه ويامن حجلي- «لنا» bein drama و«شاهد» mbc) ولعبا دور الزوجين هاشم وسكّر. في البداية، لم يكن حضور هاشم وسكّر كبيراً في العمل الدرامي، بل توسّعت مساحتهما مع الوقت ليمسكا مفاتيح الحكاية. سكّر إمرأة فقيرة تتزوّج من قريبها هاشم، صاحب العقل الصعب والمتحكّم بأمور عائلته. لكن حياتهما كانت مرّة، طلّقها هاشم وتزوج عليها أوصاف (حلا رجب)، قبل أن يعود لزوجته الاولى. كانت العلاقة بينهما تتّكل على عامل الوقت ليخلع كل واحد منهما ثوب غضبه، ليكتشف الزوج لاحقاً الصفات الحسنة في زوجته من الصبر والتحمّل، فيتقرّب منها وهنا تتعزز الثقة بينهما.
هكذا، تدور حكاية هاشم وسكّر داخل قفص الحياة الزوجية، وينقلان صورة زوجين عاديين متواجدين في مجتمعاتنا. إرتبطا بحُكم القرابة بينهما، ولكن الحظ كان الى جانبهما، لانهما من طينة واحدة. لو نظرنا حولنا لوجدنا في منازلنا سكّر وهاشم. سكّر نموذج الانسانة الطبيعية التي لم تلوثّها الحرب، بل زادتها طيبة وتفهمّاً، وهاشم صورة مصغّرة عن الشرقي الذي يرتدي قناع القساوة.
قدّم فادي وشكران دورهما ببساطة ممتعة ولذّة متقنة، كأنهما يعيشان فعلياً في منزل واحد. سلّما وإستلما المشاهد بخفّة. أقنعا المشاهد بأنّ الاداء كلما كان بسيطاً كلما لمس القلب. سكّر وهاشم أعادا إلى الذاكرة أغنية وائل كفوري «البنت القوية» (كلمات وألحان سليم عساف) التي تقول في احدى عباراتها «سكّر على مربّى»!.
-
* «مع وقف التنفيذ»: على «لنا» bein drama و«شاهد» وmbc