الضجة المثارة حول الموقف المتردد للممثلة اللبنانية باميلا الكيك من التطبيع، في برنامج «المجهول» (lbci- صوت بيروت انترناشيونال)، لا ينبغي أن يحجب الرؤية عما يُصنع واقعاً في الإعلام المحلي. فالسؤال الثابت في كل حلقات البرنامج، عن التطبيع وحتى سلاح المقاومة، وطريقة اختزاله بإجابة من الضيف بـ «نعم أو لا»، ضمن لعبة تلفزيونية ترفيهية، يحتاج بالفعل الى التوقف عنده. هذه الموضة الرائجة اليوم، تغلغلت سريعاً في البرامج التلفزيونية، كأن التطبيع بات وجهة نظر، وحتى في ما يخص سلاح المقاومة، نجد السؤال حاضراً حول نزعه، سيما مع اقترابنا من الإستحقاق النيابي، وادراج المرشحين ــ الذين يتم الترويج لهم في الإعلام ــــ هذه القضية الشائكة ضمن سلة برامجهم الإنتخابية، واختزال النقاش حول هذه القضايا الحساسة في البلاد. ما حصل مع الكيك قبل أيام، يمكن توزيعه على جزءين: الأول يتعلق بشخصية الممثلة اللبنانية، والإرتباك العالي الذي ساد الاستديو لدى السؤال عن تأييدها للتطبيع من عدمه. هنا، اختلط الكلام بين رودولف هلال وبين الكيك، وأثر هذا الأمر على المشاهد الذي لم يعرف موقف الكيك من التطبيع لأنها طلبت أكثر من ساعتين لشرح وجهة نظرها، أكانت مؤيدة للتطبيع أو معارضة له، ولم تقم بحسمه، لأنها كما قالت تحتاج لشرح الأمر الى الاستناد الى «خرائط ووثائقيات». علماً أن هلال كرر لها بأنها تؤيد التطبيع لكنها تحتاج الى وقت، وهنا أيضاً، لم تحسم الإجابة من قبل الكيك التي ظلت أسيرة الإرتباك وضياع الأفكار. هذا المقطع الذي تم تداوله بطفرة على السوشال ميديا، كان لا بد من استكمال جزئيته المتعلقة بالسؤال عن سلاح «حزب الله»، إذ ربطت الممثلة اللبنانية إجابتها بالتطبيع مع «اسرائيل»، وعلقت بالقول «حكاية ما بتخلص». عادت هنا واستطردت على السؤال السابق حول التطبيع، ونفت بأنها أيدته وتحتاج فقط للوقت للإجابة بإسهاب عليه. وإذا ما وضعنا جانباً حفلة الإرتباك وتضييع المشاهد في هذه اللعبة، واتهام الممثلة اللبنانية لاحقاً بتأييد التطبيع، فإنه بات لزاماً الإنتباه الى خطورة ما يصنعه الإعلام اليوم من اختزال للقضايا الكبرى، وبالتالي استسهال تناولها وإفراغها من مضمونها في الحيّز العام.