سلّم الممثل الأميركي أليك بالدوين الشرطة، أول من أمس الجمعة هاتفه المحمول في إطار التحقيق بمقتل إحدى أعضاء فريق العمل في موقع تصوير فيلم «راست» بمسدس كان في يد النجم لدى وقوع الحادث. وكان بالدوين يتمرّن على أحد مشاهد الفيلم مع مديرة التصوير في فيلم الوسترن هالينا هاتشينز عندما وقعت المأساة في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في مزرعة في سانتا في ولاية نيو مكسيكو. وقيل له يومها إنّ المسدس لا يشكل أي خطر إذ كان يفترض ألا يحوي إلا رصاصات وهمية.
ويركّز المحققون على معرفة كيفية وصول الذخيرة الحية إلى موقع التصوير، وهو أمر محظور كلياً نظرياً.
وكان المحققون قد حصلوا في 16 كانون الأوّل (ديسمبر) الفائت على مذكرة قضائية تأذن لهم بمصادرة الهاتف الجوّال لبالدوين، وهو في الوقت نفسه بطل فيلم الوسترن المنخفض الموازنة «راست» ومنتجه.
وأوضحت مذكرة مصادرة الهاتف أن هاتف بالدوين «ربّما يتضمّن أدلة» تتعلق بهذه القضية، ومنها مثلاً رسائل نصية هاتفية أو أخرى بالبريد الإلكتروني.
وسلم الفنان البالغ 63 عاماً هاتفه من نوع «آي فون» إلى السلطات في مقاطعة سوفولك بولاية نيويورك، حيث يملك منزلاً.
في هذا الإطار، قال ناطق باسم قائد الشرطة في مقاطعة سانتا في لوكالة «فرانس برس» إنّ الشرطة المحلية ستعدّ نسخة من البيانات المخزّنة في الهاتف وتسلّمها إلى نظيرتها في نيو مكسيكو المكلفة التحقيق.
وأوضح الناطق الرسمي أنّ نسخ البيانات لن يشمل تبادلات بالدوين مع محاميه وزوجته، بموجب اتفاق بين الممثل والسلطات.
وشرحت الشرطة المحلية يوم الخميس الماضي أنّ مفاوضات تُجرى للحصول على هاتف الممثل بسبب «مسائل تتعلق بالاختصاص».
وأكد بالدوين الأسبوع الفائت في مقطع فيديو نشره على حسابه على إنستغرام أنه مستعد للتعاون مع الشرطة، واصفاً بـ «الهراء والكذب» أي «تلميح» بأنّه لا يمتثل لطلبات المحققين.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه الشرطة التحقيق في الحادث، ولم تبادر حتى الآن إلى توقيف أي شخص، لكن من غير المستبعد أن يوجه القضاء تهماً في حال توصل التحقيق إلى تحديد المسؤوليات، على ما أفاد مكتب المدعي العام في سانتا.
وكان بالدوين قد شدّد في مقابلة أجرتها معه محطة ABC الأميركية وعرضتها في 2 كانون الأول 2021 على أنّه لا يشعر بالذنب ولا حتى بأنّه «مسؤول» عن مقتل هاتشينز.