ما زال هناك من يؤمن بلمّة الأصدقاء والزملاء التي قد تصنع فناً، أو على الأقل تترك ملامح محبة منديّة بسلوك حمي نفسه من تبعات الحرب والجوع! لذا قرر المنتج السوري فراس الجاجة أن يخطو في هذا الطريق. كلما أتيحت له الفرصة، يجمع حوله كلّ مَن يجيد مهنة الفرح، أو على الأقل يمكن أن يتعلّمها! الملفت بأن الرجل يمكن أن يكون منتجاً فنياً بالفعل! كذلك أجاد صاحب شركة «أفاميا» لعبة تصدير الطاقة الإيجابية ولو كانت على سبيل «بيع الكلام المحبّ»، وتمكّن أن يبدأ من الصفر كما تحكي الخلاصات الوردية عن قصص النجاح بالضبط! أمس قرر دعوة مجموعة كبيرة من الصحافين والفنانين للاحتفاء بالنجمة سلمى المصري في موقع تصوير مسلسله «حوازيق» (مزهرية غربة- كتابة زياد ساري، وإخراج رشاد كوكش، وبطولة أمل عرفة، وحسام تحسين بيك، وسلمى المصري، وفاتح سلمان...). الاسم الثانوي نسبة إلى أن المكان كان تجتمع فيه فرقة «غربة» الشهيرة وتجرب تدريبات واستراحات فيه! في الطريق إلى اللوكيشن الساحر، لن تتمكن من الإمساك بقلبك. سيسبقك حتماً ويعود إليك ليخبرك عن سرّ الشام الذي جعل كل من يزورها يقع في غرامها وتأسره فتنتها، رغم أنه لا يمكن لها مضاهاة كثر من المدن في العمران، لكنها تتفوق على الجميع بالروحانية والتاريخ الذي يطلّ من كلّ جدار وقوس وحارة قديم وسوق وبناء أثري! نصل إلى المكان وتشتعل الحفاوة بالنجمة المخضرمة، بحضور نجوم الزمن الجميل: دريد لحّام، وأسامة الروماني، ووفاء موصللي، إضافة إلى نجوم المسلسل. لاحقاً نكتشف بأن الاحتفال سيتم تطويعه في مشاهد المسلسل بطريقة تستمد من واقعيته!المسلسل بحسب تصريحات صنّاعه لنا يحكي قصّة تجرّب خلق فسحة كوميدية. بعدما كانت عائلة أم مطيع التي تملك فندقاً في دمشق القديمة، تعتبر من الأسر المقتدرة، وقد عاشت حياتها في وضع اقتصادي جيد، وكان الفندق يستقطب الأجانب والأغنياء لارتياده، أحالته الأزمات الكبيرة التي مرّت بها البلاد، ومن ثم جائحة كورونا إلى عاطل عن العمل، فتغيّرت الحال وتمكّنت الضغوط الاقتصادية من أم مطيع: فواتير يومية ومستحقات، ومطالب الحياة الكبيرة التي تفوق امكانيات إم مطيع التي صرفت كل مدخراتها، وحاول أولادها مساعدتها في مصروف المنزل لكن دون جدوى مع ارتفاع الأسعار، فقررت إعادة العمل بإحدى الغرف على أن تؤجرها لزبائن جدد ينتمون إلى فئات اجتماعية أضعف، حتى تسطيع التوازن البسيط، على أمل أن يتغير الحال في ما بعد.
هذا المقترح يترك فرصة لأن يكون بطل كل حلقة ضيف الفندق، الذي يعبّر بالضرورة عن أنماط اجتماعية تنتمي عملياً إلى تلك الفئات من المجتمع التي لم تكن لتستضيفها، لولا الظروف الصعبة، فتعيش مع هؤلاء الضيوف تجربتهم في الإقامة عندها ثم يتطور وعي العائلة.
تتكون العائلة من أم مطيع الأرملة التي هي أساس هذه العائلة وابنها الموسيقي الفاشل مطيع، وابنتيها مطيعة المتزوجة من صهيب الموظف الطموح إدارياً والذي يتحوّل إلى ظلّ لكل مدير بغية تحقيق طموحه، ومرام الصبية التي تعمل كمدرسة خاصة. أما شقيق أم مطيع أبو حازم، فهو ضابط متقاعد مغرور يظنّ أنه حقق الكثير من الإنجازات، ويجرّب أن يكون سنداً لشقيقته في محنها وهي تثق به. لذلك تحاول أن يكون قريباً منها في مرحلتها الجديدة.