أوّل من أمس الأحد، أدانت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» (PACBI) مشاركة الفيلم الفلسطيني «200 متر» في عدد من المهرجانات الإسرائيلية.وقالت الحملة في بيان إنّ شريط المخرج أمين نايفة الذي حصد عدداً من الجوائز، من بينها جائزة الجمهور في «مهرجان البندقية» العام الماضي، شارك في مهرجان Austin Jewish Film Festival المدعوم من القنصلية الإسرائيلية في جنوب غرب الولايات المتحدة ومهرجان The Jewish Film Festival Berlin and Brandenburg المدعوم من السفارة الإسرائيلية في برلين ومهرجان The Other Israel Film Festival المدعوم من مؤسسات تطبيعية عدة (لم تسمها).
واعتبرت الحملة أنّ «المشاركة في هذه المهرجانات ومثيلاتها التي تهدف إلى تلميع جرائم نظام الاستعمار ــ الاستيطاني والأبارتهايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي، تخالف معايير مناهضة التطبيع ومعايير المقاطعة الثقافية لإسرائيل المقرّة في المجتمع الفلسطيني». وعلى خطٍ موازٍ، أدانت مشاركة نايفة في نشاط على هامش فعاليات Austin Jewish Film Festival، في «مخالفة لمعايير مناهضة التطبيع»، معتبرةً أنّ في هذه الخطوة «مؤشر إلى أنّ المخرج شارك بإرادته في هذا المهرجان، بفيلمه وبشخصه».
في المقابل، نشر نايفة على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تطرّق فيه إلى الموضوع الذي أثار ضجة كبيرة في العالم الافتراضي خلال الأيام الماضية.
بدأ أمين كلامه بالقول إنّ «الموزّعين الإيطاليين تصرّفوا بالطريقة التي رأوها مناسبة في ما يتعلّق بالمشاركات من دون تواصل مباشر مع القائمين على الشريط»، مشيراً إلى أنّ المهرجانات المذكورة في بيان PACBI من وجهة نظر للموزّعين «اعتبرت يهودية وبعضها مناصراً للقضية الفلسطينية... لكن الأمر للأسف لا يخلو من الخطأ». وهنا، شدّد أمين نايفة على أنّه «أنا شخصياً وقعت في خطأ بالنسبة لأحد المهرجانات الذي تواصل منظّموه معي ووُلد لدي انطباع بأنّه مناصر للقضية الفلسطينية، فوافقت على المشاركة في جلسة أسئلة وأجوبة عبر «زوم» لأكتشف لاحقاً بأنّه مموّل من جهات إسرائيلية». وتابع: «أنا أعترف بالخطأ وبعدم إجراء البحث الكافي وأعتذر عن ذلك».
وفي نهاية حديثه المصوّر، أكد صاحب الفيلم القصير «العبور» (2017 ــ 11 د) أنّه «مع المقاطعة ومواقفي السياسية والأخلاقية تجاه شعبي ووطني «من الماء إلى الماء» ثابتة ولن تتغير»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّه «تواصلنا مع لجنة المقاطعة للتأكّد من معايير المشاركة في المهرجانات خارج البلد وتم التواصل مع الموزّع في هذا الصدد». وختم قائلاً: «لا نقبل بأن نكون أداة في يد المحتل».
على مدى 90 دقيقة، يغوص «200 متر» (إنتاج مي عودة) في جدار الفصل العنصري الذي بناه الصهاينة في فلسطين وما خلّفه من معاناة حقيقية على الأرض، من خلال تتبّع حكاية عائلة «مصطفى» (علي سليمان) وزوجته «سلوى» (لنا زريق)، حيث صار الأب يسكن في الجانب الفلسطيني بينما الأم والأبناء في الجانب الآخر.