موسيقى تصويرية حزينة، حوار هادئ مجبول بوجع الأمومة، هكذا كانت حلقة الأمس من برنامج «أحمر بالخط العريض» التي استضاف فيها مالك مكتبي زميلته نيكول حجل على قناة lbci. رغم إعلانها قبل أشهر عن فقدانها توأمها إثر خطأ طبي وفق تغريدة على صفحتها على تويتر، إلا أن نيكول أطلت أمس شارحة قضيتها من الألف إلى الياء. تحت عنوان «رح تحكي كل شي»، ظهرت المقدمة كامرأة قوية متمسكة بحقوقها، وإسترجعت الفاجعة التي ألمّت بها وخسرت ولديها وهي حامل في الشهر السادس. أثارت الحلقة تعاطفاً مع نيكول، بعدما توقفت عند النقاط الاساسية لحملها من البداية والمشاكل الصحية التي عانت منها خلال الحمل، وصولاً إلى ساعة الصفر المحورية في حملها وهي فقدانها للتوأم وإهمال الطبيب الذي كان يعاينها، بحسب قول نيكول. رغم مرور أشهر على قضيتها وعودتها إلى عملها في المحطة، لم تضمد بعد جراح المقدمة التي تبخّر حلمها بالأمومة وكاد أن يقضي على حياتها. لم تكشف المقدمة عن إسم الطبيب الذي أشرف عليها، مؤكدة في الوقت نفسه أنها كانت تعرفه لسنوات طويلة وبمثابة صديق لها ووضعت كل ثقتها فيه، متتهمةً إياه بالاهمال وإخفائه معلومات أساسية عن حملها.
في المقابل، كشفت حجل أنها أعدّت ملفاً طبياً مستعينة فيه برأي مجموعة أطباء قدّمت لهم البيانات التي بحوذتها، وستواجه الطبيب قريباً في القضاء اللبناني. تحدّثت نيكول بوجع، عن خسارتها للتوأم بعد رحلة معاناة، شارحة أوجاعها النفسية والجسدية نتيجة خسارتها الفادحة. على بُعد أسابيع قليلة من أمومتها، فُجعت بفقدان ولديها، لتكون شهادة حية تختصر معاناة بعض النساء. ومن المعروف أن القضايا التي تتعلق بالنساء مثيرة للإهتمام، على غرار الاجهاض والاغتصاب والزواج المبكر، فكيف إذا كانت تلك المشكلة مع وجه معروف يطلّ على الشاشة؟. فالقضايا الانسانية تكشف معاناة النساء في العالم، لتوعيتهن والمطالبة بحقوقهن بمقاضاة الأطباء أو المعالجين، منعاً لتكرار الأخطاء. ففي الوقت الذي تنشغل فيه الساحة الداخلية بفيروس كورونا وتشكيل الحكومة والازمة الاقتصادية، أطلت نيكول في حلقة إنسانية غيّرت مزاج المشاهد. إستلم مالك دفّة الحوار، وعرف كيف يديره ويترك لضيفته الوقت للتحدّث وتوصل رسالتها. لم تنته قضية نيكول بعد، بل أصبحت في المحاكم، متأملة من القضاء اللبناني أن ينصفها ويعوّض ولو جزءاً صغيراً من أوجاعها النفسية والجسدية، فكيف ستكون الجولة الثانية من المعركة الانسانية التي باتت قضية رأي عام؟