من يتذكر رياض شرارة؟ (1963-1994). سؤال يطرح بقوة اليوم، بعد مرور ربع قرن على وفاته. في مثل هذا اليوم، من العام 1994، رحل ايقونة الإعلام اللبناني رياض شرارة، بخطأ طبي لم يستطع تمييز أوجاع «الديسك» من الأزمات القلبية المتتالية التي كان تصيبه، فخانه قلبه وأودى بحياته. بعد مرور 25 عاماً على الرحيل، قلة تتذكره وتتذكر الإرث الذي تركه لأكثر من جيل في لبنان والعالم العربي. طبعاً، لم يحظ التلفزيون المحلي الى هذه اللحظة بخليفة رياض شرارة، الذي كان يجمع الثقافة والكياسة، والروح المرحة، الى جانب الكاريزما العالية، والتواضع وقربه من الناس. صفات قد تندر في هذه الأيام، حيث انحرفت سياقات الإعلام وأدواره، ومعه من يخرجون على الشاشة. في ذكرى رحيل شرارة الذي يصادف اليوم، نستذكر تاريخه الذي بدأه في «الإذاعة اللبنانية» في مطلع الستينيات، عن طريق الصدفة، مع برامج المسابقات التي كانت تطلق للمرة الأولى عربياً، أمثال «فكر واربح»، الذي استمر لأكثر من 12 عاماً و «صفر أو عشرين». وكان الطريق الذي أودى به الى bbc، كمذيع للأخبار السياسية في الإذاعة البريطانية، لكن سرعان ما عرف أن مكانه في المنوعات لا في السياسة ودهاليزها. بعد الإذاعة، كان شرارة على موعد مع الشاشة الفضية، وتحديداً «تلفزيون لبنان»، مع تعثر في البداية في تقديم النشرات الإخبارية، التي عجز عن ضبط موهبته فيها، فسرعان ما التقطت الإدارة هذه الموهبة ووظفتها في برامج المنوعات والترفيه. نتحدث هنا، عن عام 1970، تاريخ انطلاق برنامج «صيف ونغم»، مع المخرج ألبير كيلو، وبعده «نجوم ولقاء»، الذي حاور فيه أهل الإعلام والأدب والفن في العالم العربي. في رصيد ملك «الشاشة الفضية»، أكثر من 30 ساعة إذاعية، و3000 حلقة تلفزيونية، وخوض في دبلجة المسلسلات الأجنبية، ولعلّ أشهر من أدّى دبلجته كان في برنامج المغامرات الجماهيري الياباني «الحصن» الذي جال بصوته بالعربية الفصحى أرجاء العالم العربي. في ذكرى رحيل رياض شرارة الـ25، يستذكر أهل النت، بعضاً من مقاطع من الحقبة الذهبية لتاريخ التلفزيون، وبعض القفشات الكوميدية التي اشتهر بها في برامجه واحتكاكه المباشر مع الناس. ما زالت ذكراه حاضرة، من دون أن يجرؤ أحد على اعتلاء كرسيه في العرش التلفزيوني اللبناني.