بعد أيام قليلة على إنطلاق عرض مسلسل «عروس بيروت» (لنادين جابر وبلال شحادات وإخراج التركي إيمره كاباكوساك/21:00 بتوقيت بيروت) على قناة mbc، إتضحت صورة العمل الدرامي. في البداية، واجه العمل تفاوتاً بالأراء، فالبعض إعتقد أن المشروع «مسروق» عن عمل تركي، والبعض الآخر إنتقده بسبب بعض الأخطاء التقنية فيه، تحديداً دبلجة الأصوات التي بدت واضحة. لكن عموماً إن قناة mbc بدت واضحة عند الكشف عن العمل، مؤكدة أنه نسخة عربية لبنانية من مشروع تركي من ناحية الاخراج والحوار. كما صوّرت مشاهده الداخلية في مدينة إسطنبول، بينما اللقطات الخارجية كانت في الشوارع اللبنانية في محاولة لـ«لبننة» العمل. هكذا، كان المسلسل خلطة تائهة الهوية، لكنها في المقابل خطوة تمهدّ لصناعة دراما جديدة سنتابعها على الشبكة السعودية في الفترة المقبلة. ففي الوقت الذي تحضّر فيه القناة التي أسسها وليد آل ابراهيم للعديد من المسلسلات العربية والخليجية، طرحت فكرة ترجمة الأعمال وعرض نسخة مطابقة منها ناطقة باللهجة العربية. هذه الخطوة توفّر على المحطة تكاليف شراء النصوص، وتسهّل عملية نسخ المشاهد كما هي. كان الاتفاق مع شركة «o3 ميديا» في تركيا على تقديم نسخة لبنانية من «عروس اسطنبول» تحاكي الشارع العربي واللبناني تحديداً. بعدما أوقفت mbc بث الدراما التركية على شاشتها إثر الخلافات السياسية بين السعودية وقطر ووقوف أنقرة إلى جانب الدوحة، فتشت عن طرق لتحريك مياه الدراما الراكدة، فكانت الخطوة أشبه بـ«حيلة» درامية مواكبة للعصر، أي عبر ترجمة نص عصري لم يمض على تصويره سوى أشهر قليلة ويروي قصة ثنائي يقعان في الغرام وسط تحدّي العادات والتقاليد. نص يشبه الشارع العربي، وبالتالي يؤسس لأرضية درامية جديدة قد تمكّن mbc من الاستغناء عن شركات الانتاج العربية، والاعتماد على نفسها وتسخير قدراتها المالية لتقديم محتوى في زمن تغلب عليه الصراعات الدرامية.
في المقابل، لا يمكن إعتبار «عروس بيروت» دعسة ناقصة في الدراما، فأداء التونسي ظافر عابدين واللبنانيتين كارمن بصيبص وتقلا شمعون، أنسى المشاهد بعض الأخطاء التقنية التي واجهت المسلسل. أداء مُحكم في التفاعل والكاريزما، وثنائية جديدة على الشاشة تقوم على الإحساس العالي بالأداء الذي يتميز به النجوم الاتراك. في المقابل، يمكن القول بأن هفوات العمل واضحة، أولها دبجلة بعض الأصوات وثانيها الموسيقى العالية في مشاهد العمل، إضافة إلى أن البعض إنتقد ترجمة المشاهد كما هي من التركية الى اللبنانية. لكن هذه الخطوة تأتي ضمن الاتفاق مع شركة الانتاج لتقديم نص من دون تحريف. في هذا السياق، تشير بعض المصادر إلى أن تصوير المسلسل في تركيا واجهته مشكلة البحث عن ممثلين لبنانيين، فكان الاتفاق على تصوير بعض اللقطات ولاحقاً دبلجتها إلى اللبنانية. أما من ناحية الموسيقى، فتحاول mbc معالجته بدءاً من الحلقة العاشرة، بعدما برزت تلك المشكلة في الحلقات الأولى. في المقابل، تلفت المصادر إلى أن mbc تحضر لموسمين آخرين من «عروس بيروت» لأن النسخة الاصلية تقوم على ثلاثة مواسم متتالية يرتفع فيها سقف الأحداث وتنقلب الأمور رأساً على عقب. كما تنشغل القناة بترجمة نصوص للعربية منها كورية وأخرى صربية وثالثة برازيلية، لتضخ mbc كميات كبيرة من الدراما في ظرف سنوات قليلة.