كان خيار mbc بالتخلي عن الدراما التركية المدبلجة إلى العربية «صعباً ومؤلماً»، مما أفقد الشبكة نسبة لا بأس بها من مشاهديها، إضافة إلى تراجع الاعلانات. قبل عامين، قررت الشبكة السعودية فجأة وقف بث أيّ مشاريع درامية تركية ناطقة باللهجة السورية بسبب وقوف تركيا الى جانب قطر في الحرب القطرية السعودية. القرار السياسي في المقام الاول، شكّل صدمة للمتابعين وحتى العاملين في المحطة، ونتجت عنه خطوات عدة من بينها إلغاء جميع المسلسلات عن تطبيق «شاهد» التابع لـ mbc. التطبيق المتاح أمام المتابعين الذي يقدّم خدمات بث عالية الدقة، إختفت عنه جميع الوجوه التركية بشكل تام سواء الافلام أو المسلسلات التي كانت mbc تعرضها منذ أكثر من عشر سنوات. بعد عامين على الحرب التي إندلعت بين القناة السعودية والدراما التركية، حان وقت الصلحة بين الطرفين ولو افتراضياً. إذ فوجئ متابعو تطبيق «شاهد» قبل أيام قليلة، ببدء بث برومو ترويجي للمسلسل التركي «الاصطدام» الذي يلعب بطولته النجم التركي كيفانش تاتليتوغ وإلتشين سانجو. إعتقد بعضهم بأن العمل قد يبصر النور على قناة «mbc العراق» التي إفتتحت أخيراً، ليتضح أخيراً أن العمل الدرامي الذي بث في الشتاء الماضي على القنوات التركية، أصبح متاحاً على تطبيق «شاهد» ومترجماً باللهجة السورية. يروي المسلسل قصة شاب يدعى قادير تتخلى عنه حبيبته زينب (إلتشين سانجو) بعد دخوله السلك العسكري. بعد فترة يشاء القدر أن يلتقي الثنائي في ظروف صعبة. كذلك، بدأ التطبيق بث الموسم الثاني من مسلسل «دموع جنات» وهو عمل إجتماعي عائلي. في هذا السياق، يلفت مصدر لـ«الأخبار» إلى أن عودة الدراما التركية إلى «شاهد» سببها المنافسة القوية التي تشهدها شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تتسابق على عرض أجدد الاعمال. صحيح أن القناة السعودية جرّبت الدراما المكسيكية والبرازيلية واللبنانية مكان التركية، لكن تلك الأعمال لم تحقق شهرة كما يحصل مع التركية. كذلك، فـ mbc تعلم أن قرار تجميد عرض الدراما اسهم في خسارتها شريحة كبيرة من متابعيها الذين إتجهوا نحو القنوات الخليجية وتحديداً القطرية التي إستفردت بالمشاريع التركية. فقد خصصت قناة «bein دراما» وقتاً من يومياتها لبث مسلسلات وأفلام تركية مترجمة للعربية، وركزت على آخر الأعمال التي طرحت في تركيا ولقيت شهرة واسعة. هكذا عادت المسلسلات التركية الى شاشة mbc عن طريق تطبيق «شاهد»، وبدأت التساؤلات عن الخطوة الثانية. ليبقى السؤال: هل تعود الدراما التركية الى شاشة mbc؟.