كان مفاجئاً أن تقدم قناة «أبو ظبي» على إنتاج مسلسلات تحاكي شخصيّات تاريخية صوفية، إذ ما زالت الفكر السلفي يسيطر على العقلية السائدة في بعض دول الخليج، إضافة إلى تكفير «الحّلاج» و«ابن عربي» الشخصيتين اللتين ينجز عنهما مسلسلان هذا العام! الأوّل (أحمد المغربي وإخراج علي علي إنتاج أبو ظبي – منتج منفذ Isee Media ياسر فهمي وإياد الخزوز) حمل اسم صاحب «الطواسين» بينما تراجع اسم «سلطان العارفين» عن عنوان العمل الثاني ليصبح «مقامات العشق» (كتابة محمد البطوش وإخراج أحمد إبراهيم أحمد إنتاج أبو ظبي- منتج منفّذ MR7 مفيد الرفاعي). لكن اللافت هو عدم ظهور إعلان أي من العملين على قنوات «أبو ظبي» المنتجة حتى الآن رغم إعلانها عن أعمال ثانية ولنفس المنتجين المنفذين. على سبيل المثال، يظهر منذ أيّام إعلان «عندما تشيخ الذئاب» (عن رواية إبراهيم ناجي ـ كتابة حازم سليمان وإخراج عامر فهد ـ منتج منفذ الخزوز وفهمي) ومسلسل «صانع الأحلام» (عن رواية هاني نقشبندي ـ كتابة بشّار عباس ـ وإخراج محمد عبد العزيز منتج منفّذ الرفاعي) إضافة إلى الإعلان عن بقية أعمال خطّتها الرمضانية ومنها مسلسلات ليست من إنتاجها مثل: «دقيقة صمت» (سامر رضوان وشوقي الماجري) و«الكاتب» (عن أعمال أجنبية كتابة ريم حنّا وإخراج رامي حنّا).
كذلك ستعرض مسلسلين خليجيين مثل «موضي قطعة من ذهب» (كتابة حمد الرومي وإخراج منير الزعبي) ومسلسل «ماذا لو» (تأليف فيصل البلوشي وإخراج حسن دشتي) ومسلسل مصري واحد هو «هوجان» (تأليف محمد صلاح العزب وإخراج شيرين عادل)
فعلياً يبدو بأن القناة الخليجية لم تحسم قرارها حتى الآن بشأن عرض المسلسلين، وغالباً فإنها تبدو أقرب لتأجيلهما بعد أن أثارا جدلاً واسعاً في مجتمعات سلفية لا تقبل الترويج للصوفية وعرّابيها، وقد رصدت السوشال ميديا حالات هجوم واضحة غالبيتها ممن يكفّرون «الحّلاج» ويتّهمونه بأنه مجرّد ساحر!