الأخذ والردّ لا يزال مستمرّاً بشأن وثائقي Leaving Neverland (إخراج دان ريد ــ 4 ساعات ــ مؤلّف من جزءين) الذي عُرض أخيراً على شبكة HBO الأميركية ويستكمل عرضه اليوم على القناة الرابعة البريطانية بعد بثّ الجزء الأوّل أمس. في الشريط اتهامات بالبيدوفيليا لـ «ملك البوب» يوجّهها ويد روبسون وجيمس سيفشاك اللذين يزعمان بأنّه اعتدى عليهما جنسياً في طفولتهما. المضمون دفع عدداً كبيراً من الإذاعات حول العالم إلى التوقّف عن بثّ أغنيات جاكسون الذي توفي في عام 2009، في مقابل اعتراض عائلته الشديد. بدورهم، هبّ المعجبون للدفاع عن النجم الأميركي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ #mjinnocent (مايكل جاكسون بريء)، واصفين الضحيتَيْن المزعومتَيْن بأنّهما «طامعتان بالمال».
هنا، لفتت الطبيبة النفسية سو فارما في حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية» إلى أنّه عندما يواجه المشاهير اتهامات بارتكاب جرائم مشينة كما هي الحال مع مايكل جاكسون، «تزداد الرغبة لدى المهووسين بهم بالرد»، مشددة على أنّ هذه الظاهرة تنبع من «الخيال والحاجة إلى الهروب وإيجاد شخص نطمح إلى أن نكون مثله… هي حالة من الإنكار».
من جهته، أشار المتخصص في وسائل الإعلام بول بوث من جامعة «ديبول» في شيكاغو إلى أنّه في الوقت الذي يستحيل فيه «الإعجاب الفائق بشخصية ما هاجساً»، ساهمت السوشال ميديا اليوم في تسليط الضوء عليه: «دائماً كان للمعجبين اعتراضات وأحقاد، لكن الفرق اليوم هو أنه بات في وسع الأشخاص الذين ليسوا من المعجبين متابعة أنشطة هؤلاء». وأضاف: «اليوم، لا يكفي أن نهبّ للدفاع، إذ توفّر وسائل التواصل الاجتماعي منصة للردّ على الخطاب المدافع، بل أفضل دفاع بالنسبة لمعجبين كثر هو ذاك الذي ينطوي على المهانة، ما يشكّل أساساً للإعجاب المؤذي».
لكنّ هل هذا يعني أنّ ما يفعله المعجبون بمايكل جاكسون مجرّد وهم؟ «ليس نضال المعجبين للتوفيق بين الفن وصانعه بالجديد، كما الحال مع رومان بولانسكي وودي آلن المتهمَين بالاستغلال الجنسي لقاصرات»، يقول بوث. ثم تتابع سو فارما: «لكن القضية تكتسب أهمية خاصة في ظلّ بروز حركة #أنا_أيضاً المناهضة للتحرّش الجنسي… وبالنسبة إلى مايكل جاكسون، أعاد «ليفينغ نيفرلاند» إلى الواجهة اتهامات التحرش بالأطفال بعد عقد تقريباً على وفاته، ما يزيد من الرغبة في حماية إرثه...قد يكون الأشخاص أساطير خلال حياتهم لكن بطريقة ما يصبحون ملائكة بعد الموت، مثل إلفيس بريسلي والأميرة ديانا».
من جهتهم، أشاد ورثة جاكسون الذين يطالبون HBO بتعويض قدره 100 مليون دولار، بالتعليقات على الانترنت التي دافعت عن صاحب أغنية Beat It. وقال «تاج جاكسون»، ابن شقيق مايكل، للناس: «شكراً لكل المعجبين للوقوف بجانب عمي وعائلتي. أنتم العمود الفقري وراء هذه المعركة. لم تكن لدي القوّة لولاكم».
وفي مواجهة ردود الأفعال القاسية، قال المخرج دان ريد إنّ «الدعم الذي حصل عليه الفيلم كان أكبر بكثير مما توقعت...أعتقد أنّ المعجبين لن يتقبلوا ذلك الأمر مطلقاً لأنّ مايكل جاكسون الفنان الذي تربطهم علاقة به ليس مايكل جاكسون الحقيقي… هذه ليست حقيقة بل وهم».
أما الفنان الأميركي ستيفي وندر، فأصدر موقفاً تضمّن نوعاً من الدفاع عن مايكل في مقابلة مصوّر مع موقع TMZ المتخصص في أخبار المشاهير. ستيفي الذي كانت تربطه علاقة شخصية ومهنية وثيقة بالراحل، أمل في أنّ «نتمكّن من إكمال الإرث الذي تركه لأشخاص كثر». صحيح أنّ وندر لم يقل صراحة إذا كان يصدّق المزاعم أم يرفضها، إلا أنّه تمنّى على الأشخاص ألا يدعوا الاتهامات تلطّخ وتنسف إرثه وتاريخه الموسيقي».