كان سهلاً على ملتقط وناشر فيديو الشيف أنطوان الحاج (وهو يبحث في حاوية النفايات بحثاً عن فضلات الخضار) على المنصات الإفتراضية، أن يحظى بهذا الإنتشار، الممزوج بهتك الكرامات ونشر الإهانات بحق الطاهي الأشهر في لبنان. أمس، احتلّ هذا الشريط المنصات المذكورة، ولم يكن وجه الحاج واضحاً فيه، الى أن قطع الأخير الشكّ باليقين، وأعلن أنّ «له الشرف في البحث في القمامة». طبعاً، لم يكن مفهوماً سبب وقوف شخصية معروفة أمام حاوية نفايات، وأخذ كميات من الخضار المرمية. مما ولّد مزيداً من المسّ بكرامته، وتأويل المشهد تبعاً لأناس يقفون خلف شاشاتهم الإفتراضية، ويتسلون بفيديو من هنا، أو لقطة من هناك. ما كان من الشيف، الا أن لعب على طريقة هؤلاء، وسجل فيديو قصيراً بثته «الجديد» البارحة في نشرة الأخبار المسائية، أعلن فيه أنه يقصد سوق الخضار مرتين في الأسبوع، ليأخذ منها علفاً لحيواناته التي يربيها في قريته، من دجاج وأرانب وحمام، ليحظى بالمقابل بطعام بلدي لا يدخله الكيميائي ابداً، من البندورة والخيار والفجل والباذنجان.. أكد الشيف في هذا الشريط أيضاً، أنه يحب «أكل البيض البلدي» وإطعام حيواناته طعاماً بلدياً، قائلاً: «أنا أطعم دجاجاتي القمح والذرة ولا أعطيها الفيتامينات». هكذا، بكل أريحية، وتصالح مع الذات، أخبر الشيف أنطوان، كل المصطادين بالماء العكر، ماذا كان يفعل أمام حاوية النفايات، أو بالأحرى حاوية الخضار، منهياً جدلاً لم يوفر أي إهانة أو تشهير، في زمن السوشال ميديا، بحق شخصية محبوبة من قبل الناس، ومطلوبة أيضاً من قبل الإعلام.