هل تخيّلت يوماً أنك ربما تتعاطف مع قاتلة إرتكبت العديد من الجرائم بحجة الطمع؟ نعم، هذا ما حدث في حلقة الأمس من مسلسل «وردة شامية» (تأليف مروان قاووق إخراج تامر إسحاق) الذي تلعب بطولته سلافة معمار وشكران مرتجى وسلوم حداد وغيرهم. العمل الذي يجمع بين الواقع والخيال، تجري أحداثه في حارة شامية تعيش فيها شقيقتان هما وردة (سلاف) وشامية (شكران). تنقلب حياة سكّان الحارة إثر جرائم القتل التي ترتكبها الأختان، ويبدأ البحث عن القاتل الذي يتخفّى خلف العباءة السوداء. لا نقاش على نجومية وأداء الممثلين السوريين في المسلسل، لكن المشاهد لم يتعاطف مع القاتل في الحلقات الاولى من المسلسل، لكن بالأمس تغيّر الوضع. فقد إستدرجت شامية إحدى ضحاياها لقتلها في منزلها، تُشربها السمّ وتبدأ بالتحضير للجريمة لتستلذ بتعذيبها وسرقة الذهب منها. فجأة تكتشف القاتلة أن الضحية حامل بشهرها السابع، وهنا الصدمة الكبرى! إذ تتذكر شامية يوم إنجابها إبنها الوحيد الذي حرمت منه ولا تعرف مصيره، وربما كان ذلك الحادث هو سبب المصائب التي حوّلتها إلى مجرمة محترفة. تتجمّد العروق في يدي الجلّادة، وتتسارع نبضات قلبها وتحرّك حاجبيها يميناً وشمالاً وتغلبها الابتسامة والدموع.

تغلبها انسانيتها في هذه اللقطات، وتتحوّل إلى قابلة قانونية تسعى إلى ولادة الطفل. لكن تفاجأ بوفاة الأم، وهي تحمل الابن المضرّج بالدماء. مشهد يمكن القول أنه يختصر العمل كلّه. لكنه يحتاج إلى امكانيات تمثيلية عالية وهي بالطبع تمتلكها شكران التي تشبه ألوان قوس القزح، لأنها تلعب على وتر الرومانسية والكوميديا، فكيف لا تُبدع في التراجيديا! أسرت شكران المشاهد، بعواطفها وتغلّب غريزة الأمومة على الطمع. إنها كائن بشري يتقاسم الشرّ والخير معاً في جسده. إنتصر الخير وحاولت شامية إنقاذ ضحيتها من موت محتّم جراء السمّ، لكن في النهاية كان الشرّ أقوى من كل أمنيات القاتلة، ليفوز الموت في أقوى مشهد في المسلسل.

مسلسل «وردة شامية» يومياً 18:00 على قناة «الجديد»