تتّفق شركات الانتاج السورية واللبنانية على أن عابد فهد هو الورقة الرابحة بإستمرار. في الأدوار الرومانسية، يعتبر النجم السوري خزّاناً للعشق، أما في الدراما فيُصيبها مئة في المئة. لكن هذا العام، يطلّ نجم «الولادة من الخاصرة» بعمل يمزج فيه الكاركتيرات. فقد كان الجميع ينتظر بدء عرض مسلسل «طريق» (إخراج رشا شربتجي وإنتاج شركة «صبّاح للإعلام») المأخوذ عن رواية «الشريدة» للكاتب الراحل نجيب محفوظ ويلعب بطولته فهد ونادين نجيم، ويعرض على قناتي mtv (22:30) ومحطة mbc4 (يومياً 21:00 بتوقيت بيروت). صحيح أن العمل الدرامي ليس جديداً، بل سبق وقدّم في السينما المصرية العام 1980 بفيلم يحمل إسم الرواية ولعب بطولته النجمان المصريان نجلاء فتحي ومحمود ياسين، لكن المسلسل جذب إنتباه الناس. فقد أعاد فهد تأدية الدور بلمسته الخاصة وإضافته التي يجيّرها لكل شخصية. يطلّ فهد بدور جابر، وهو رجل ثري لكن أمّي. صاحب شخصية ساخرة، ولا يعيقه عجزه عن الكتابة والقراءة بل يجد الحلول لمشاكله. يتهرّب من قراءة الأوراق والرسائل الهاتفية بكل حنكة وذكاء، ولكنه في الوقت نفسه يدقّق في كل شاردة وواردة. الدور ليس جديداً على الدراما، بل سبق أن لعبه محمود ياسين بكل خفّة. لكن فهد إستطاع أن يُعيد الحياة إلى تلك الشخصية وينقلها من العام 1980 حيث عرض الفيلم إلى العام 2018 وهو توقيت العرض الحالي. لعلّ أكثر الأمور التي ساعدت فهد على تأدية الدور هي التركيز على شكله الخارجي وذوقه في إختيار ثيابه. هذا الأمر إنعكس إيجاباً على البطل الذي يحبّ الألوان القوية والفاقعة. يطلّ ببدلات رجالية حمراء مع جاكيت منقطّة، ويرتدي معاطف واسعة وقمصاناً مزيّنة بالنقوشات. هذا الأمر أعطى هوية للشخصية ويمكن إكتشاف مكنوناتها بمجرّد النظر إليها. على الضفة نفسها، حرّك فهد ملامحه لمساعدته على تأدية الدور مثل إغماض عينيه للدلالة على موافقته على أمر ما. كذلك، راح يستعمل عبارات غريبة و«سوقية» تدلّ على مدى جهله بالـ«اتيكيت». هذه الصفات العفوية تدلّ على أنه صاحب قلب أبيض، ولن يتغيّر في الحلقات المقبلة عندما يجتمع بأميرة (نادين نجيم) وهي محامية مثقفة، بل سيقع بغرامها وسيُعقد قرانهما ولكن زواجهما لن يستمرّ طويلاً بسبب التفاوت الثقافي بينهما.