المنية | نشب خلاف بين أفراد من عائلتي زريقة والدهيبي في المنية قبل شهرين، على خلفية خطف شاب من عائلة فتاةً من عائلة أخرى بقصد الزواج. وقد سبب ذلك إشكالات أمنية وإطلاق نار بين العائلتين، ما أدى إلى سقوط 3 جرحى وتوقيف 3 أشخاص، ترافق مع توتّر بين العائلتين عملت جهات سياسية وأمنية على احتوائه تدريجاً وعدم تفاقمه لاحقاً، في موازاة مساع بين الطرفين بذلها أكثر من طرف لإجراء مصالحة بين العائلتين، ونزع فتيل أسباب التوتر في المنطقة.أمس كانت «طبخة» المصالحة قد نضجت، إذ عُقد خلال الفترة السابقة قران الشاب والفتاة رسمياً، قبل إطلاق سراح الموقوفين على دفعات في موازاة شفاء الجرحى من إصاباتهم، ما أفسح في المجال أمام أعيان العائلتين بعد هدوء النفوس، لقبول عقد لقاء مصالحة بينهم، بعد جهود مضنية بذلها أكثر من طرف سياسي وأمني وديني وفاعليات المنطقة. لهذه الغاية، عقد في دارة رئيس المركز الوطني للعمل الاجتماعي في الشمال كمال الخير بمنطقة المنية، لقاء مصالحة بين العائلتين بحضور النائبين السابقين محمود طبو ومحمد يحيى، ممثل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، أمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد إمام، رئيس اللقاء التضامني في الشمال الشيخ مصطفى ملص، وشخصيات وفاعليات وحشد من أهالي المنطقة. متابعون للقاء المصالحة أوضحوا لـ«الأخبار» أنه «جاء بعد جهود مضنية بذلها كمال الخير بالتعاون مع لجنة الصلح في المنطقة وأقطاب العائلتين، لمعالجة تداعيات الإشكال وأسبابه»، مشيرين إلى أن «لجنة الصلح أطلقت عملها بالتنسيق مع الخير، وبدأت المساعي على خط العائلتين للتخفيف من حدة التشنج ومنع تفاقم الأمور في المنية، التي شهدت توتراً ملحوظاً كاد يتسبب في وقوع إشكالات أمنية مماثلة، ونجحت بعد فترة في إقناع طرفي الخلاف بإجراء المصالحة». أشار عضو لجنة الصلح الشيخ فايز سيف إلى «المراحل التي قطعتها عملية إنجاز المصالحة، والدور الإيجابي لرموز العائلتين منذ بداية الإشكال لإنجاح هذه المهمة». بدوره، أكد الشيخ إمام، في كلمة ألقاها نيابة عن المفتي الشعار، «ضرورة التحلّي بالصبر والعمل بروحية الدين الإسلامي، وعدم الانجرار وراء العصبيات العائلية والعشائرية». أما الخير، فأثنى على «الجهود التي بذلت وعلى دور وجهاء العائلتين»، مشيداً «بتجاوب الجيش بما هو صمام الأمان في البلد الذي وقف جنباً إلى جنب مع المقاومين الأبطال، وكذلك القضاء اللبناني».