آن ندّورإننا في هذا المشرق غالباً ما نشبّه مدننا. فكما نرتدي الملابس الفاخرة لنجمل مظاهرنا، نملأ مدننا بالأبنية الحديثة الشاهقة. وكما لا تزال نفوسنا ملطخة بتفاهات الماضي وعقده، كذلك شوارعنا لا تزال مليئة بالنفايات والأوساخ. وكما أننا غير مستعدين لترميم منازلنا الأثرية العريقة، فندعها تتعفن وتسقط أو نردمها لنرفع مكانها ناطحة سحاب. كذلك نحن غير قادرين على تطوير إرثنا الفكري، فنحن إما أن نستسلم للموروث ونغرق في أخطائه، أو نتحرر منه لدرجة نفقد فيها الهوية والشخصية فنتوه بين عالمين لا ننتمي لأي منهما!
كما مدننا كذلك نفوسنا، مزدحمة بالتناقضات والصراعات والخيبات والأحلام.
مشكلتنا الأساسية أننا نريد ونريد ونريد قذارات العالم المتطوّر. نحن الذين صدّرنا إلى العالم المتطور «أرقى الأفكار».