يملك محمود متجراً في منطقة «رأس بيروت» متخصصاً في بيع الأشرطة الموسيقية والفنية. وفي شريط Out Takes from Beirut (لقطات من بيروت) يخبرنا عمّا كان يحدث معه يومياً خلال الحرب اللبنانية.يقف محمود، الذي يبدو أنّه في الخمسين من عمره، داخل متجره محاطاً بالأشرطة وصور الفنانين اللبنانيين، ويخبرنا بإنكليزيته «الملبننة» والمطعّمة ببعض الكلمات العربية، ذكريات الحرب الأهلية. فهو يتذكّر كيف كان يحاول من وقت لآخر في الأيام الصعبة أن يرحل بعيداً عمّا يحصل خارج المتجر من حرب وما شابه، فيقرر الاستماع إلى موسيقى ديوك إلينغتون، وجوني هوكر، ومقطوعات موسيقية على البيانو علّها تشعره بالأمان. ويتذكر الرجل كيف أنّه في الـ82 كان متجره ومقهى في منطقة رأس بيروت أيضاً، هما الوحيدان اللذان كانا يجرؤان على فتح أبوابهما للزبائن في الأوقات الصعبة. وبعد هذه الفترة، يتذكر محمود كيف كان مراسل محطة الـ«سي.إن.إن» يأتي يومياً إلى متجره وإلى المقهى في الوقت نفسه من بعد الظهر، حين تكون الكهرباء والماء مقطوعتين والشوارع خالية، في الوقت الذي تحلّق فيه الطائرات الإسرائيلية في الجو وهي مزوّدة بقنابل أميركية. كان محمود يجلس مع مراسل المحطة الأميركية أمام متجره، يستمعان لراديو صغير يعمل على البطاريات وهما يشربان البيرة. ويقول محمود إن مراسل المحطة كان يؤكد له «أن بيروت لا يمكن أن تموت، ولا يمكن لأحد أن يقتلها وهذا مستمر منذ بداية الأزمنة».
http://www.youtube.com/watch?v=OtbwPhkAsUQ