الفيلم: «ثلاثة ألوان ــ الأحمر» (بولونيا، فرنسا ــ 1994)المخرج: كريستوف كيسلوفسكي
بطولة: إيرين جاكوب
هذا الفيلم هو الجزء الأخير من ثلاثية كيسلوفسكي
عارضة الأزياء مشغولة بحياتها المهنية، هي الابنة الوحيدة لامرأة على عتبة الشيخوخة ولا تجد ما تشغل به نفسها، ولا تجد مهرباً من وحدتها سوى اللجوء لابنتها. لكن الأم لا تصارح الابنة بمخاوفها.
في أحد المشاهد يتلصص عجوز متقاعد ـــــ بطريقة غير شرعية ـــــ على مكالمة هاتفية بين الأم والابنة، تقول العجوز إنها مريضة جداً، وعلى حافة الموت، وتدعو ابنتها للمجيء إليها. تضيف أنها لا تملك الخبز والمأكل، تجيب الفتاة بأنها تعرف أن كلامها ليس صحيحاً، فتشدد الأم على أنها لا تنطق إلا بالحقيقة.
وتعيش الابنة حيرة كبيرة، تخاف من موت أمها، وتعرف أن كلام الأم وسيلة لابتزازها عاطفية، لاسترجاعها، سيتابع المشاهد هذه الحيرة والألم الذي يتملك الابنة خوفاً من رحيل الأم وهي في حاجة لمن يساندها.
يملك الرجال، بفعل التربية وإرث اجتماعي متراكم، السلطة والقوة والشعور بالتفوق، أما النساء فما لهنّ سوى اللجوء إلى الحيلة لشد الانتباه والظفر برعاية الأبناء. في هذا الفيلم نشهد نموذجاً مؤلماً لعلاقة الأم بابنتها. إنها الأم التي تريد التحكم بحياة ابنة تعشق الحرية، ولكن الخوف من الندم سيحاصر ممارساتها، والأم تدرك أن هذا الخوف قد يعيد الابنة إلى قفصها هي.