منى العريضيوكأنّ لبنان واللبنانيين على موعد كل فترة مع قذارة مجرم لا يشبع من هدر دماء البشر، فيكلف نفسه بزيارات دموية يقوم بها في كل المناطق اللبنانية، ولا يقبل على نفسه إلا أن يكرّم من يزورهم بأثقل عيار من العبوات ملفوفة بالحقد والضغينة عربون وفاء ينسف بها كل من يقف بوجه مخططاته تحت راية «الاغتيال واجب»... هذا لا ينسحب من مكان زيارته الشنيعة إلا ليترك بصماته الملوثة بإسقاط شهداء وجرحى كتب لهم أن تصافحهم يد الغدر من دون سابق معرفة...
وكأنه على اللبنانيين ألا ينسوا سواد وجه ذاك الزائر، يعود في كل مرة ليذكّر المواطنين بثقله وسمومه، مصطحباًَ عفونة ضميره، فيصرح بها علناًَ لتعبق سريعاًَ رائحة الموت... طبعاًَ فالواجب يناديه وإلا... العتب. وفي مساء الأربعاء من ليالي أيلول الشاحب، أبى صاحب الواجب إلا أن يحوّل عبق صنوبر بيصور ووزّالها إلى دخان أسود، أعمى بصيرة المفجوعين، ونيران حرقت قلوب كل من طالته حماوة الحقد فيسقط الشهيد «الصالح»، الشيخ صالح العريضي في خريف عمر القاتل وصيف مجد الشهيد...
إنه ذاك المجرم من أسقط الشهيد «الصالح» من ضمن قافلة من المقدر لهم أن ينصفهم المجرم برايته المزعومة. إنه من لا يصوم ولا يصلي ولا يعرف ما هو القرآن، وهو الذي لا يحسب حساباًَ للإنجيل وتعاليم السيد المسيح، ولم يوحد الله عز وجل يوماًَ... إنه الكافر الذي ما وردت في قاموسه يوماًَ عبارة «لا إاله إلا الله». لهذا كي لا يبقى على اللبنانيين جميل لم يرد، وكي لا يكون هناك عتب فريق على آخر، وتبعاًَ للقول اللبناني «عدم المؤاخذة» فالرد يكون «فمن يؤاخذك فليفعل مثلك»، ولكن تحت راية واحدة «يوم لك ويوم عليك»، لك يوم أيها المجرم الجبان وتقتص منك العدالة.