الفيلم: أبي فوق الشجرة (مصر ـ 1969)إخراج: حسن الإمام
بطولة: عبد الحليم حافظ، نادية لطفي، ميرفت أمين
لحسن الإمام عوالم خاصة. أفلامه الاستعراضية تتمتع بشعبية كبيرة، وفيلم «أبي فوق الشجرة» سجّل نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وظلّ يُعرض في دور السينما لنحو سنة. اختلف النقاد في شأن «القيمة الفنية» لهذا الفيلم، ولكنه بلا شك مثّل انعكاساً لتحوّل كبير في الذائقة الفنية، وخاصة بعد نكسة 1967.
على أي حال، ما يهمنا في هذا العمل هو الإضاءة على العلاقة بين الأب والابن. تمضية العطلة مع الأصدقاء أمر لا مهرب منه، وإن اضطر الوالد إلى الاستدانة، هذا الأب سنتابعه وهو يعيش لحظة «ضعف وطيش». فحين يلحق بابنه ليساعده على الخروج من عالم الراقصات، ينغمس هو في ملذات هذا العالم. تنقلب الأدوار فجأة. سيقف الابن أمام أبيه ليروي له «المطبّات» التي تنتظره، سيتابع الوالد وهو ينحدر نحو ممارسات أصحاب الأموال الذين ينفقون أموالهم على الراقصات.
نبتعد في الفيلم عن الصورة التقليدية والمثالية للأب. ها هو ينجرف وراء أهوائه ونقاط ضعفه بدل أن يُحافظ على صورته الإيجابية أمام ابنه. ونرى الابن الذي يريد أن ينقذ والده لا أن يحاكمه. على أي حال، مثّلت «انحرافات» الأب جرس إنذار بالنسبة إلى الابن ليعود الأخير إلى عالمه الحقيقي، إلى حبيبته وأصدقائه.
كل هذه الأحداث تجري بين لبنان والإسكندرية، ومعها نستعيد مجموعة من أجمل أغاني عبد الحليم حافظ.