عاد التوتر الأمني إلى منطقة تعلبايا في البقاع الأوسط إثر مقتل المواطن عبد الله العديوي من دون معرفة الأسباب والخلفيات. ودفع الغضب بمشيّعي العديوي إلى مهاجمة نقطة تمركز للجيش اللبناني وقطع الطريق الدولية
البقاع ــ الأخبار
نجحت الاتصالات الأمنية والسياسية في لجم التدهور الأمني في بلدة تعلبايا، الذي أدّى إلى مصرع المواطن عبد الله العديوي (من عرب العيدين) برصاص مسلحين مجهولين، ليل أول من أمس. فالاتصالات التي انطلقت على أكثر من جبهة محلية، وصولاً إلى قصر بعبدا، حيث كانت جلسة الحوار الأولى، استطاعت فتح الطرق ووقف إطلاق الرصاص بعد تعهدات قدمتها أكثر من جهة أمنية وسياسية بتسليم المشتبه فيه بقتل العديوي إلى القضاء. وهذه التعهدات، التي لم تنفذ ليل أول من أمس، كانت الشرارة التي فجّرت الاحتقان في تعلبايا، ظهر أمس، خلال تشييع العديوي. إذ هاجم عدد من المشيّعين نقطة تمركز للجيش اللبناني قرب مسجد عمر بن الخطاب، مما أدى إلى عراك بالأيدي، تخلله إطلاق غزير للرصاص في الهواء. وطالب المشيّعون الجيش بسحب عناصره، متهمين إياه بالانحياز إلى طرف ضد آخر، فيما قطع المحتجّون الطريق الدولية في تعلبايا بالإطارات والحجارة. وسجّل بالتزامن مع ذلك انتشار مكثّف للمسلحين في الأحياء الداخلية في سعدنايل وتعلبايا، مما اضطر الجيش والقوى الأمنية إلى قطع طريق شتوره ـــــ زحلة في الاتجاهين. وبدأت الأمور تعود إلى هدوئها الحذر في فترة ما بعد ظهر أمس، في ظل إقفال تام للمحال والمؤسسات التجارية.
ونفت مصادر قيادية في حركة أمل لـ«الأخبار» ما قيل عن أن قاتل العديوي هو من أفراد الحركة، مشيرة إلى أن الأمر بيد الجيش. في المقابل، اتهمت جهات محسوبة على الأكثرية حزبَ الله بالوقوف وراء توتير الأوضاع، وقالت لـ«الأخبار» إن مطلق النار على عبد الله العديوي يدعى «م. ع. د.»، وهو ملقّب بالشاكوش، وهو من عناصر سرايا المقاومة. وأضافت أن «التعهد الذي قُدِّم للجيش بتسليم قاتل العديوي لم ينفّذ، ولو نُفّذ لما وصلنا إلى ما جرى اليوم (أمس)». وفيما نفى حزب الله في بيان أصدره أمس أن تكون له أي علاقة بما جرى، أكد مصدر سياسي في تعلبايا لـ«الأخبار» أن الاتصالات «ستثمر تهدئة، وأن مطلق النار سيسلم إلى القضاء».
وفي تفاصيل أسباب اندلاع التوتر أنه ليل الاثنين ــــ الثلاثاء، وأثناء مرور سيارة من نوع BMW بيضاء اللون، بداخلها 4 أشخاص مسلحين على طريق تعلبايا باتجاه زحلة، وأمام أفران موسى، أطلق ركابها النار باتجاه مواطنين في المكان، مما أدى إلى إصابة عبدالله العديوي (من تعلبايا) بعدة طلقات نارية، فنقل إلى مستشفى البقاع حيث فارق الحياة. وفور شيوع الخبر، انتشر عشرات المسلحين في تعلبايا وسعدنايل. وأطلق مجهولون الرصاص على حافلة نقل ركاب صغيرة في تعلبايا، كانت تعبر الطريق الدولية مصادفة، فأصيب أحد ركابها، ويدعى جوزف البش من مدينة زحلة، ونقل إلى المستشفى اللبناني الفرنسي. كذلك أطلق مسلحون النار على سيارة قاسم صوّان فأصابوه في رجله عندما كان في طريقه إلى مستشفى البقاع للتبرع بالدم. وتزامناً مع أحداث تعلبايا، أحرق مجهولون في بلدة مجدل عنجر، عند الثانية والنصف من فجر أمس، سيارة المواطن محمود كسار (من منطقة بعلبك)، وهي من نوع رينو.
وفي ظل هذا الوضع الأمني المتوتر، شهدت الطريق الدولية في محلة ضهر البيدر حادثاً أمنياً أخذ أبعاده السياسية في البقاع. فقد أدى خلاف على أفضلية المرور قرب مطعم الهبر بين أفراد موكب عائد للوزير السابق وئام وهاب وسائق سيارة رينو رابيد إلى إقدام عناصر حماية وهاب على إطلاق الرصاص على السيارة، ما أدى إلى تناثر زجاجها وإصابة سائقها عدنان إسماعيل قاسم (75 عاماً) من بلدة قب الياس، فنقل إلى مستشفى البقاع للمعالجة، ثم غادره إلى مخفر شتوره الذي استمع إلى إفادته. وأصدر وهاب بياناً أعلن فيه استعدادَه لتسليم مطلق النار إلى القضاء المختص والتعهد بتحمل المسؤولية المادية والمعنوية عما جرى.