عبد العزيز محمد سبيتي سؤال بريء برسم رجال الدين من أعالي القمم الدينية مروراً بهضابها وصولاً إلى سفوحها وطبعاً من جميع الطوائف والأديان والمذاهب والطرق والأزقة الدينية. ألا تستحق عملية حرق الدواليب تحريماً شرعياً وكنسياً؟ وهي التي باتت عندنا بأيدي الأطفال ولم تعد تعبيراً عن غضب الكبار بحيث ترى الصغار يجمعون الإطارات بواسطة الدراجات التي فاق عددها في لبنان عدد أفراد الشعب منها للعمل ومنها للنشل وكلها للانزعاج ويبدأون بإحراقها بسبب وبدون سبب، المهم أنهم يفرحون باللعبة التي تسمّم الأجواء والبيئة وتخرب بيوت الناس وخاصة المنازل القريبة من نار جهنم الدواليب.
نسأل رجال الدين لأن رجال السياسة في معظم الحالات يكونون منقسمين، منهم من يؤيد وآخرون يعترضون والمؤيدون اليوم يعترضون غداً والعكس صحيح.
أما رجال الدين وإن اختلفوا اجتهاداً وفقهاً وتفسيراً وتأويلاً فلا شك أنهم لا يختلفون كونهم رجال الله على الأرض وورثة أنبيائه وأوليائه وقديسيه والذين يفترض أن يزنوا الأشياء بميزان العدل الإلهي بين الخير والشر والنفع والضرر والحسن والسيء إلى ما هناك من توصيفات للأشياء وأضدادها.
وفي حالة حرق الدواليب في الشوارع والأزقّة هل يرى أي منهم أيّ فائدة أو مصلحة أو خير للناس من هذه الآفة السيئة والبغيضة التي لا تتمّ إلا عن جهل وتخلّف «وحمرنة» في الكثير من الحالات.
ماذا يحصل للأطفال والرضع ومرضى الربو وضيق التنفس والعجزة عندما يشتمّون راحة حرق الدواليب؟.
ماذا يحصل للسيدات اللواتي يردن بيوتهن نظيفة وغسيلهن، وخاصة الأبيض منه؟.
ماذا يحصل للطرقات والمجاري وخطوط الهاتف والكهرباء من المولدات أو خطوط كهرباء الدولة؟
كل هذا الضرر، هل هو من أسس الحضارة الجديدة في هذا الوطن المعذب؟.
اتقوا الله يا رجال الله وأصدروا مجتمعين حرماً كنسياً وتحريماً شرعياً استناداً إلى الفقه المتفق عليه (ما زاد ضرره عن نفعه فهو حرام) وكيف إذا كان كله ضرراً ولا نفعاً فيه على الإطلاق.