لم ينطلق العام الجامعي بعد في كليّتي الآداب والإعلام في الجامعة اللبنانية. فالطلاب يترقبون جلاء الصورة بشأن مدى الجهوزية الإدارية والأكاديمية لاستقبال نظام تغيب مراسيمه التطبيقية
فاتن الحاج ـ محمد محسن
دخل تعليق الدروس أسبوعه الثاني في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفروعها الخمسة، وسط ضياع وتساؤلات عن «ضيف» يقلب حياة أهل الكلية رأساً على عقب. لا يجد الطلاب والأساتذة ورؤساء الأقسام ومديرو فروع الكلية حتى الآن من يشرح لهم ماذا ينتظرهم في هذا العام سوى أنّ تطبيق نظام LMD بات أمراً واقعاً ولا مجال للتراجع عنه.
وكانت الهيئات الطلابية قد استبقت بداية العام الجامعي بإعلان مقاطعة الدروس، ثم عقدت أمس جمعيات عمومية لإطلاع الطلاب على ما توصلت إليه في اجتماعاتها مع عميد الكلية الدكتور علي فاعور. وفي الفرع الأول، أثار رئيس المجلس الطلابي عصام حمدان غياب المرسوم التطبيقي الذي يسمح بمعرفة هوية السنة الثالثة، وما إذا كان الطلاب سيحصلون على الشهادة أم لا. واستغرب حمدان تحديد دراسة الإجازة بفترة لا تتجاوز خمس سنوات، بعدما كانت المدة مفتوحة في السابق. وتساءل ما إذا كان النظام سيحوّلنا إلى كلية تطبيقية بعدما كنّا كلية انتساب. وقال: «هل هناك أماكن كافية لتقسيم الطلاب إلى شعب أو حلقات دراسية مصغرة؟». وطلب حمدان تفسيراً بشأن المقررات الحرة التي يستطيع أن يأخذها الطلاب من أي كلية في الجامعة اللبنانية، وهو أمر يتعذر حصوله سواء بالنسبة إلى انتقال الطلاب بين الكليات أو قبول الكليات نفسها بذلك. وخلص إلى «أننا لم نطّلع على تفاصيل المحتوى لذا نتفادى التجريب فينا، ونطلب تأجيل التطبيق إلى السنة المقبلة».
هنا، رفض الطالب في الكلية فضل الموسوي ما سمّاه المساومة على المطالب، كأن يُقترح علينا بعد أسبوع من تعليق الدروس خفض نسبة الدوام من 60% إلى 25%، داعياً رئيس الجامعة إلى جمع الطلاب ووضعهم في أجواء النظام الذي لا يزال ضبابياً بالنسبة إلى الكثيرين. ولوّح بأنّ التحرّك سيكون مختلفاً الاثنين المقبل، في حال عدم التجاوب مع مطلب التأجيل. يذكر أنّ الهيئات الطلابية في باقي الفروع عقدت جمعيات عمومية مماثلة.
في موازاة الجمعية العمومية في الملعب، كان الأساتذة في قاعة نزار الزين يستمعون إلى شرح قدّمه الخبير بشؤون الـLMD البروفسور حسن حمزة عن التجربة الفرنسية في تطبيق النظام، بحضور مديرة الفرع الأول الدكتورة هناء بعلبكي. أوضح حمزة أنّ لكلية الآداب خصوصية معيّنة وهي أنّ النظام لا يفترض أعمالاً تطبيقية بل أعمالاً موجهة إلى جانب الدروس النظرية. هذه الأعمال تساعد الطلاب على تطبيق الدرس النظري وإغنائه، ويكون الحضور فيها إلزامياً بعد تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل تتوزع على مدار الأسبوع، وتسمح للطلاب باختيار اليوم الذي يناسبهم، على أن يجري توزيع العمل بين الأساتذة الذين يقدمون الدروس الموجهة، وأن لا يتجاوز عدد أعضاء المجموعة 40 طالباً. لكن واقع بعض الأقسام في الكلية اللوجستية لا يسمح بهذا التقسيم، تقول بعلبكي. كذلك تطرق حمزة إلى نظام التقويم والهدف من معاهد الدكتوراه المتمثل بتكوين فرق تربوية تصبح نواة لفرق بحثية في الجامعة اللبنانية.
على بعد عشرات الأمتار من كلية الآداب، لم يكن الواقع مختلفاً في كليّة الإعلام والتوثيق، فالاعتصام رافق اليوم الجامعي الأوّل. تسابق الطلاب مع الطقس الماطر، ونجحوا في إنهاء اليوم الأول من إضرابهم بأقل بلل ممكن. تعاقب عدد من أعضاء مجلس طلاب الفرع على الحديث أمام الطلاب القدامى والجدد، فتناولت الكلمات مجموعة مطالب، يعتبرها الطلاب حقوقاً مكتسبة، تُخرج كليتهم إلى صورة أفضل بكثير مما هي عليه الآن.
بدا التركيز واضحاً على نظام LMD الذي «لم نفهم منه شيئاً حتى الآن» يقول أحد الطلاب، لتضيف مصادر مجلس الطلاب إن «بعض الأساتذة في الكلية حتى الآن لا يعرفون طبيعة هذا النظام، فكيف يعلّمون على أساسه؟». انتقل المشاركون بعدها للحديث عن الكافيتريا، وتجهيزات أخرى لا يزال يحتاج إليها مبنى الكلّية، كما شدّد البيان الذي أصدره المجلس على مجموعة نقاط، أهمها، ما عدّه عطلاً في النظام الجديد، إذ يرمي أطراف اللجنة المعنية بمتابعة تطبيق هذا النظام المسؤولية بعضهم على بعض، إذ «لا أحد يتحمّل المسؤولية»، حسب مصادر الطلاب. كذلك أكد البيان أنّ الاعتصام غير مسيّس، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال إجماع القوى الطلابية في الجامعة، على اعتبار الإضراب مطلبياً. وأعلن الطلاب أنّهم لن يعلّقوا الإضراب إلّا بعد اجتماعهم مع عميد كلية الإعلام الدكتور جورج كتورة، التاسعة من صباح اليوم، في مقر العمادة. وأكدوا أنّهم لن يتوانوا عن المضي بالتحرّك، إذا كانت الوعود التي سيتلقّونها شبيهة بوعود العام الماضي.
أمّا مدير الفرع الأول الدكتور مصطفى متبولي فأبدى تأييده لمطالب المضربين، مشيراً إلى أنّه يقوم بكل ما يقع ضمن صلاحيّاته. وأكدّ متبولي أنّه جرى تأمين مكان للكافيتريا بانتظار إجراء المناقصة التي هي من مسؤولية رئاسة الجامعة. وأشار إلى أنّ «المسألة ليست مَن مع الطلاب ومَن ضدهم»، وأوضح أنّه اعترض بصفته عضواً في «اللجنة العليا للمناهج»، على امتحان الدخول لطلاب الماستر، مشيراً إلى أنّ جوّ الكلية يشبه الجو العام في كليات الجامعة اللبنانية بالنسبة إلى نظام الـLMD. وأثنى على الروح الإيجابية للطلاب، والعمادة متمنيّاً أن تصل الأمور إلى حلول سريعة.


إفادات بدلاً من شهادات في الإعلام

لفتت انتباه طلاب السنة الأولى، لافتة موقعّة باسم مجلس طلاب الفرع الأول في كلية الإعلام والتوثيق، مفادها أن لا يتفاءلوا، فهم لن ينالوا شهاداتهم عندما يتخرجّون. استغرب الجدد الأمر، وراحوا يسألون عن صحة ما هو مكتوب، إلى أن شرح لهم القدامى واقع الكلية وضبابية النظام الجديد الذي ينتظرهم، ولا سيما أنّ مرسوم المناهج الجديدة لم يصدر بعد، وهم الآن يحصلون على إفادات بدلاً من شهادات