«البيئة العربية ليست بخير». هذه هي خلاصة أعمال المؤتمر السنوي الأول للمنتدى العربي للبيئة والتنمية الذي افتتح أمس في المنامة. مجرد الإقرار بذلك على هذا المستوى إنجاز بحد ذاته. فقد حضر المنتدى 15 وزيراً وعشرات الباحثين والعلماء العرب للمشاركة بإطلاق التقرير السنوي «البيئة العربية: تحديات المستقبل». (الملخص أعلاه) إضافة إلى مجلس أمناء المنتدى المؤلف من 21 عضواً باستثناء رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري. وعلى عكس الكثير من التجمعات الأهلية البيئية ذات الطابع الراديكالي، لم يجد المنتدى أي تناقض في أن يجلس على طاولة واحدة مدافعون عن البيئة ومُسهمون في تلويثها. وقد نجح المنتدى في خلق شراكة لافتة مع القطاع الخاص، عبر مشروع يدمج الاعتبارات البيئية في الصناعة والإدارة والتجارة وأساليب الإنتاج الأنظف.رئيس مجلس إدارة شركة ألومنيوم البحرين (ألبا) محمود الكوهجي، الراعي الشريك للمؤتمر، وأحد أكبر مصاهر الألمنيوم في العالم قال: «وضعنا خطة مشاريع متكاملة على مدى السنوات الماضية للحفاظ على البيئة في مختلف أرجاء المصهر بتكلفة بلغت ما يقارب 600 مليون دولار».
أما الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة، رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة في البحرين، فرأى أن «من محاسن الصدف تزامن المؤتمر مع صدور رؤية مملكة البحرين الاقتصادية التي تضع تصوراً بعيد المدى حتى عام 2030». كان الشيخ يلقي كلمته، ووزير البيئة اللبناني طوني كرم، يومئ برأسه إعجاباً بـ«الرؤية»، في حين أنه حضر المؤتمر يرافقه المدير العام للوزارة بيرج هاتجيان، بعدما ترك على مكتبه قراراً بالتمديد للمقالع والكسارات حتى نهاية العام الحالي، في تخبط يعكس غياب الرؤية التي بهرته في البحرين ولم تلهمه في بيروت.
الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب أعلن لـ«الأخبار» أن المنتدى سيقدم العام المقبل نتائج مفصلة لتأثير ظاهرة تغير المناخ في العالم العربي. كذلك عرض المؤتمر الفيلم الوثائقي «شهادة بيئية على العصر»، الذي يستعرض تطور بيئة المنطقة العربية خلال قرن، كما يرويها «الشاهد» الدكتور محمد عبد الفتاح القصّاص (87 سنة)، إحدى أبرز الشخصيات البيئية العالمية، وأهم مرجع دولي في بيئة الصحراء.
المدير العام لصندوق أوبك للتنمية الدولية (أفد) سليمان الحربش رأى «أن التغير المناخي مصدره الثورة الصناعية»، في إشارة إلى رفض الدول المصدرة للنفط تحمل أي مسؤولية. ورأى أن الدول الصناعية تستطيع أن تقدم حلولاً إذا توافرت الإرادة السياسية، مضيفاً: «عندما وقع الفأس بالرأس في الأسابيع الماضية في نيويورك حشدوا خلال أسبوع 700 بليون دولار لإنقاذ أنظمتهم المالية».