بنت جبيل ــ داني الأمينأنهى صادق قطاف زيتونته في وقت سريع. فهي صغيرة الحجم، لكنها وفرّت مؤونة السنة لأسرته. لم يصدق الرجل ما حصل، إذ «أنتجت 40 ليتراً من الزيت، إنها زيتونة مباركة»، يقول. فقد وفرت زيتونة صادق الصغيرة عليه حوالى 300 دولار، وهو السعر التقريبي لـ40 ليتراً من الزيت. فالأسعار هذا العام ارتفعت كثيراً. موسم الزيتون في قضاء بنت جبيل ومرجعيون جيد جداً،باستثناء الحقول التي تعرضت للقصف الإسرائيلي في تموز 2006. فقد تضاءل إنتاج أشجار الزيتون كثيراً هناك بعد الحرب واستمر هذا العام. تقول أم علي مرمر من بلدة الطيبة: «اعتدنا كل عام أن نحصل على مؤونة السنة ونبيع عشر تنكات أخرى من الزيت، لكن حرب تموز التي قصفت الأمكنة المحيطة بأشجار الزيتون في الطيبة ودير ميماس وغيرها أثرت على التربة وأصبحت أشجار الزيتون مريضة ولا تحمل الكثير من حبات الزيتون كما كانت في الماضي، ولا نعرف كيف نعالج ذلك». لكن الأمر مختلف بالنسبة إلى باقي المزارعين، فهم مرتاحون لإنتاج أشجارهم هذا العام. يقول محمود قازان: «الإنتاج هذا العام أفضل، لكن اضطررت أنا وأفراد عائلتي لأن نقطف الزيتون بأنفسنا قبل السفر إلى كندا، حيث نقيم، فأسعار اليد العاملة ارتفعت والعمال اللبنانيون يطالبون بنصف الموسم لقطف الزيتون بدلاً منا»، وهذا الأمر أصبح الثمن المتعارف عليه لهذا العام، بعدما كان بدل قطاف الزيتون في العام الماضي يعادل ثلث الموسم. أما إذا استُعين بالعمال السوريين فالأمر مختلف، فأجرة العامل السوري 25 ألف ليرة يومياً، ويعمل من 7 صباحاً حتى 3 عصراً، وهذا مكلف أيضاً. لذلك يضطر الكثيرون لتعطيل أشغالهم لقطاف الزيتون. ارتفاع الأسعار شجع الأهالي على طلب العمل في قطاف الزيتون، لكن البعض بدأوا يحتجون على المبالغة بالأسعار التي تختلف بين بلدة وأخرى. فبينما يتحدث البعض عن أن ثمن تنكة الزيت (16كلغ) يعادل 200 دولار أميركي، فإن السعر يتدنى عند آخرين إلى 150 دولاراً و125 دولاراً، لذلك يضطر الأهالي الذين لا يملكون أشجار الزيتون إلى التريث قليلاً حتى يستقر الثمن. ويحتج خالد ترمس من بلدة طلوسة كالكثيرين، على عدم تعويض خسائرهم بأشجار الزيتون في حرب تموز، بعد عامين وأكثر على انتهاء الحرب.